المقتطف يرجع إلى عصر متأخر وهو يختلف فى كثير من نواحيه عن الأصل).
[ج. أيزنبرغ J. Eisenberg]
كان شيرنكر Leben und: Sprenger) Lehre des Mohammad جـ ٢، ص ٢٧٦ وما بعدها) أول من لاحظ أن شخصية إبراهيم كما فى القرآن مرت بأطوار قبل أن تصبح فى نهاية الأمر مؤسسة للكعبة. وجاء سنوك هرجرونى (Het Mekkaansche Feest، ص ٢٠ وما بعدها) بعد ذلك بزمن فتوسع فى بسط هذه الدعوى فقال: إن إبراهيم فى أقدم ما
نزل من الوحى (الذاريات آية ٢٤ وما بعدها، الحجر، آية ٥ وما بعدها؛ الصافات، آية ٨١ وما بعدها؛ الأنعام، آية ٧٤ وما بعدها؛ هود، آية ٧٢ وما بعدها؛ مريم، آية ٤٢ وما بعدها، الأنبياء، آية ٥٢ وما بعدها؛ العنكبوت، آية ١٥ وما بعدها) هو رسول من الله أنذر قومه كما تنذر الرسل، ولم تُذكر لإسماعيل صلة به، والى جانب هذا يشار إلى أن الله لم يرسل من قبل إلى العرب نذيرًا (السجدة، آية ٢؛ سبأ، آية ٤٣، يس، آية ٥) ولم يُذكر قط أن إبراهيم هو واضع البيت ولا أنه أول المسلمين.
أما السور المدنية فالأمر فيها على غير ذلك، فإبراهيم يُدعى حنيفا مسلمًا، وهو واضع ملة إبراهيم، رفع مع إسماعيل قواعد بيتها المحرم -الكعبة- (البقرة، آية ١١٨ وما بعدها؛ آل عمران، آية ٦٠، ٨٤ ... الخ). وسر هذا الاختلاف أن محمدًا كان قد اعتمد على اليهود فى مكة فما لبثوا أن اتخذوا حياله خطة عداء، فلم يكن له بد من أن يلتمس غيرهم ناصرًا؛ هناك هداه ذكاء مسدد إلى شأن جديد لأبى العرب- إبراهيم، وبذلك استطاع أن يخلص من يهودية عصره ليصل حبله بيهودية إبراهيم تلك اليهودية التى كانت ممهدة للإسلام. ولما أخذت مكة تشغل جل تفكير الرسول أصبح إبراهيم أيضًا المشيد لبيت هذه المدينة المقدس.
[فنسنك A.J. Wensinck]
تعليق على مادة "إبراهيم"
لم يقل واحد من المؤرخين سواء أكانوا مسلمين أم غيرهم إن النبى صلى