طبقات المجتمع الذين يحبون انتظار الموت فى مكان مقدس. وقد ترك كثير من المجاورين ثروات ضخمة (للمثاب المقدس) الذى ارتبطوا به، أو للمدرسة الملحقة به. وبالمثل، كان العمل الجدير بالتقدير على الدوام، هو إعالة المجاورين بمكان مقدس معين، بعمل "أوقاف"، أو بمنح وحيدة أو بجمع مثل هذه المنح (وفى هذا الصدد، انظر على سبيل المثال: F. Meier: Die vita des scheich Abu Ishaq Al-Kazaruni، لبيسك سنة ١٩٤٨ Bibliotheca Islamica, العدد ١٤، ص ٤٩ - ٥١). وهكذا، كانت الأوقاف المهمة فى الهند مخصصة لأتقياء الشيعة الذين ذهبوا إلى كربلاء أو إلى النجف بهدف المجاورة.
وفى الأماكن المقدسة، فإن المجاورين غالبًا, وليس بالضرورة، قد عاشوا معًا فى جهات معينة، مثل المغاربة فى القدس. وكان خلفاؤهم، إن وجد أحد منهم، سرعان ما يندمجون فى السكان المحليين، الذين يحدودن المجاورين تمامًا، وبسرعة، كما هى الحال فى مكة، حيث كان كل من يأتون من آسيا الوسطى، يطلق عليهم اسم "بخاريون"، ويشار إلى من ينتمون إلى شعوب شرق آسيا المختلفة بوجه عام، على أنهم "جاوة" (محمد لبيب البتنونى، الرحلة الحجازية، الطبقة الثانية، القاهرة سنة ١٣٣٩ هـ/ ١٩٢٠ م، ص ٤٠ وما بعدها، وانظر Hurgronje Snouck: Mekka، جـ ٣، لاهاى سنة ١٨٨٩, ص ٢٩٥ وما بعدها، الذى خصص فصلًا بأكمله عن الجاوة).
وقد مال أهل مكة إلى أن يشيروا إلى جميع الأشخاص الذين كانوا يعيشون فترة زمنية طويلة فى الحرمين، دون أن يكونوا قد ولدوا هناك، على أنهم مجاورين، حتى لو لم تكن مكانتهم، وطريقة حياتهم متفقة مع المجاورة بالمعنى الضيق (A Pilgrimage to Al-Madina and Mecca: Burton R.F, لندن سنة ١٨٩٣, جـ ٢، ص ٧).
وفى عصور أكثر قربًا، أصبح مصطلح مجاور شيئًا فشيئًا، يستخدم ليشير إلى العاملين المعينين بصفة دائمة للعمل فى أماكن الحج (الحراس،