أحد ولاكت كبده انتقامًا. ولقد كان أبو سفيان شخصية بارزة فى مكة قبل الإسلام، ولما كان زعيمًا لبنى عبد شمس، فقد قاد المكيين فى غزوة أحد سنة ٣ هـ/ ٦٢٥ م، ونظم الأحزاب التى فشلت فى حصار المدينة فى غزوة الخندق سنة ٥ هـ/ ٦٢٧ م. على أنه تجنب، بعد ذلك، زعامة المعارضة القرشية للنبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]. وفى سنة ٧ هـ/ ٦٢٩ م تزوجت ابنته ام حبيبة (أخت معاوية، وكانت أرملة) من النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]. وفى سنة ٨ هـ/ ٦٣٠ م ذهب أبو سفيان إلى المدينة للتفاوض مع النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فلم تسفر المفاوضات عن نجاح؛ وعندما فتح محمد مكة فى نفس العام دخل أبو سفيان فى الإسلام. وينقل ابن حجر عن الواقدى قوله إن معاوية أسلم آنذاك، لكنه يُقر بأنه أسلم سرًا زمن صلح الحديبية أواخر سنة ٦ هـ/ ٦٢٨ م. ويُعد معاوية وأبوه من "الطلقاء" و"العتقاء" والذين استسلموا له إما بعد صلح الحديبية أو بعد فتح مكة. ولقد كانا أيضًا ضمن "المؤلفة قلوبهم"، مثلما كان حال يزيد بن أبى سفيان. ولقد صار معاوية أحد كتبة الوحى للنبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]-لكونه ضمن سبعة عشر قرشى كانوا يعرفون القراءة والكتابة آنذاك.
وفى سنة ١٣ هـ/ ٦٣٤ م أرسل الخليفة أبو بكر معاوية إلى الشام حيث تولى قيادة طلائع الجيش العربى الذى كانت قيادته العامة لأخيه يزيد، فى عمليات حربية شتى ضد البيزنطيين. وكان معاوية -وفقًا لما أورده سيف بن عمر- مشاركا فى الجيش العربى الذى فتح بيت المقدس سنة ١٦ هـ/ ٦٣٧ م. وقد تقلد معاوية بأمر الخليفة عمر مناصب أخيه بعد وفاته فى طاعون عمواس سنة ١٨ هـ/ ٦٣٩ م. وفى العام التالى قاد معاوية الجيش العربى الذى فتح قيسارية. ولقد تم (اجتماع) الشام لمعاوية لسنتين من إمارة عثمان، أى فى بداية سنة ٢٦ هـ/ ٦٤٧ م، مع أن الواقدى يذكر أن ذلك قد تم سنة ٣١ هـ/ ٦٥١ م.
وبينما تزايد السخط على عثمان وعلى ولاته فى العراق ومصر والمدينة أوائل الثلاثينيات/ ٦٥٠ م، ظل حكم