مسافات الجاهلية والمسافات المحايدة، بعد تبريرهم بقياسات طولية وحسابات رياضية.
وقد قاد كل ذلك عمليا إلى الكوما النظرية، والليما (٤ كومات)، والأبوتوما (٥ كومات)، والنغمة الصغيرة (٨ كومات)، والنغمة الكبيرة (٩ كومات) مقسومة إلى ليمتين وكوما، والمزج بينهما، ومن هذا المزج نجد ثالثة صغيرة (١٣ كوما)، وثالثة محايدة، والتى أصبحت طبيعية natural (١٧ كوما)، وثالثة كبيرة (١٨ كوما) ورابعة تامة (٢٢ كوما).
ونتيجة لذلك، ابتعدت إيران، وآسيا الوسطى والمناطق الخارجية عن الاستناد للعود، وعادوا إلى الأنظمة التجريبية. أما الدول العربية فقد مرت بفترة انحسار حتى القرن ١٨ قبل أن تتبنى مع ميخائيل موشاكا Mikhail Mushaka (القرن ١٩)، تحت تأثير أوروبا، سلما نظريا يقسم الأوكتاف إلى ٢٤ ربع نغمة. ولم يقدر على متابعة واستمرارية النظام الكوماوى الذى اتبعه المنظمون Systematists سوى العثمانيون وورثة الصفوة العباسية.
وفى القرن العشرين، استلزمت دراسة مقارنة عربية - إيرانية - تركية إعادة تكوين سلم نظرى للأصوات يمكنه مواجهة الأنظمة الثلاثة للسلالم العربية، الإيرانية، والتركية المعدلة.
ورغم التفريعات، فإنه يمكن تقسيم الأوكتاف إلى أربعة وعشرين مسافة تعرف أربعة وعشرين درجة عفق سلمية (درجة، باردا Barda، وبير Perde)، مع افتراض وجود أربع لكل نغمة كبيرة major tone. وتتغير الأسماء التقليدية لدرجات العفق تلك من لغة إلى أخرى بعض الشئ (وعلى سبيل المثال سيجاه - سيكا، كاهرجاه - جاهركاه).
ولا يمثل التقسيم الأولى للأوكتاف إلى ٥٣ كوما هولدرية Holderian commas بين الأتراك، و ٢٤ ربع نغمة بين العرب والإيرانيين، سوى مشاكل بسيطة فى التعديل، تمثلها الخلافات فى ارتفاع درجات العفق "المحايدة"، وعلى سبيل المثال، فالسيكا أعلى فى الثالثة