المولد النبوى كان فى مدينة به فى أربل عام ٦٠٤ هـ (١٢٠٧ م) على يدى الملك مظفر الدين جكبرى صهر صلاح الدين الأيوبى وقد ورد تفصيل كامل لهذا الأحتفال فيما كتبه المؤرخ العظيم ابن خلكان المتوفى سنة ٦٨١ هـ (= ١٢٨٢ م) إذ كان هو ذاته من أهل "اربل" وقد اعتمد الرواة من بعده على وصفه.
أما فى القاهرة فيرجع تاريخ المشاركة الشعبية على أكبر صورة وكذا الطرق الصوفية إلى القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) ثم لم يلبث أن زاد الإهتمام به على امتداد العالم الإسلامى فنجد روايات عديدة للإحتفال من أجزاء عديدة من العالم الإسلامى على فترات مختلفة.
وفى العام ٩٩٦ هـ (١٥٨٨ م) قام السلطان العثمانى مراد الثالث وأدخل الاحتفال بالمولد فى بلاطه وكانوا يسمونه "بالمولود"، على أنه أصبح منذ سنة ١٩١٠ م يعتبر عيدا قوميا فى الأمبراطورية العثمانية وتتمثل الاحتفال به اليوم فى اعتباره عطلة رسمية ونلاحظ أنه فى الدول العربية وفى معظم البلاد التى يسودها الإسلام يقام إحتفال بأحد المساجد الكبرى فى العاصمة يحضره رئيس الحكومة أما فى غرب أفريقيا فإن الإحتفال السنوى بميلاد النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] يكون مقترنا فى أغلب الأحوال بمظاهر لا تمت إلى الإسلام بصلة بل هى سابقة لظهور الإسلام كما هو الحال عند "النوب" فى نيجيريا وعند الكوتوكولى فى توجو الشمالية حيث يأتى مقترنا باحتفال "السكاكين" وبالنسبة لبعض الطرق الصوفية فى هذه المنطقة وخاصة أفرع التيجانية فى السنغال فإن هذه المناسبة قد أصبحت تجمعًا سنويًا رئيسيًا لأعضائها والقصائد الملقاة بلغة "الهوسا" تصنف تقنيًا تحت باب المديح والسيرة والتى تستخدم كتواشيح وفى "الفولانى" تلقى قصائد مدح فى النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بأسلوب مميز كثير نسبة بالقصائد الخاصة بالموالد، وفى تشاد والسودان وشمال شرق أفريقيا وشرقها يتم الاحتفال به بصورة إعتيادية وهناك دلائل على أن هذه المناسبة قد أصبحت مرعية بصورة واسعة على أمتداد غرب أفريقيا