والاحتفالات المترتبة على هذه المناسبة تقريبًا متطابقة مع الاحتفالات المعروفة فى الأراضى العربية.
وجوهر هذه الاحتفالات هو إلقاء قصيدة المولد وهى قصيدة مدح بطبيعة الحال تتبع ترتيبًا معينًا بداية من المقدمة فى حمد اللَّه ثم الابتهال ثم تتضمن وصفًا لخلق النور المحمدى وتستمر خلال مراحل مختلفة واستطرادات وحتى لحظة الميلاد الفعلى الذى تسبقه إشارات إلى المعجزات التى رأتها أمه السيدة آمنة من أنها تحمل نبيًا وقد أصبح إنشاد قصيدة المولد فى العالم العربى ظاهرة عامة فى القرن التاسع الهجرى - (الخامس عشر الميلادى).
ويمكن إرجاع أصول هذه القصائد إلى الخطب الدينية فى القاهرة الفاطمية وقد كان كتاب "التنوير فى مولد السراج المنير" الذى ألفه ابن دخيل أثناء إقامته فى أربل تلبية الإشارة أشارها عليه صاحبها "جكبرى" فى هذه الفترة كقصيدة مولد ولم يمض إلا قليل من الزمن حتى أصبحت قصيدة المولد عنصرًا مهيمنًا فى الاحتفال مثلها فى ذلك مثل كوكب المشاعل والولائم والأسواق التى تقام على قارعة الطريق، ويلاحظ أن عدد القصائد الملقاة فى المولد كان عددًا كبيرًا، إلى جانب قصيدة "بانت سعاد" لكعب بن زهير فى القديم وكانت هناك "البردة" و"الهمزية" للبوصيرى وأمثالهما من القصائد التى نظمت على نمطهما، ووجدت كذلك مجموعة من القصائد التى ارتد بها التعليم والتوجيه كقصيدة ابن حجر الهيثمى، إلى جانب قصائد أخرى اقتصرت على المدح.
ومن أشهر قصائد المدح فى المولد وأوسعها انتشارا فى العربية تلك القصيدة التى ألفها جعفر بن حسن البارزنجى (توفى ١١٧٩ هـ - ١٧٦٥ م) وتعرف أيضًا باسم "عقد الجواهر" وقد تم نشرها عدة مرات وأشهر أناشيد المولد فى اللغة التركية هى تلك التى نظمها سليمان جلبى (توفى ٨٢٥ هـ - ١٤٢١ م) وما زالت تلقى فى المساجد على امتداد تركيا وفى مساجد الجماعات السنية الناطقة بالتركية وفى