"شنسى" الصينى. وكان ذلك الاكتشاف فى عام ٧٨١ م. وتحكى النقوش المكتوبة باللغتين السوريانية والصينية وصول أول مبشر سوريانى فى عام ٦٣٥ وكان يدعى "ألوبين" Alopen . . وتقول النقوش إنه بعد ثلاث سنوات، دعا الإمبراطور الصينى رعاياه إلى اعتناق الدين الجديد، وكفل حرية نشر المسيحية فى إمبراطوريته. وقد ظلت النسطورية فى أوجها فى الصين قرنين من الزمان. وفى عام ١٢٠٠ تقريبًا كادت النسطورية فى الصين أن تختفى. ومنذ فترة مبكرة أيضا كانت هناك طوائف من شرقى سوريا فى الهند -وخصوصا على طول ساحل "مالابار" الذى كان يرتبط بغرب آسيا بالطرق التجارية البحرية.
وعلى امتداد طرق التجارة فى الهند استقر التجار النساطرة والمبشرين بين العرب فى الخليج الفارسى (قطر والبحرين) وفى جنوب الجزيرة العربية (نجران - صنعاء - مأرب) وبالرغم من أن التاريخ المبكر للمسيحية فى جنوب الجزيرة العربية قد تأثر -لأسباب سياسية- بالنشاط التبشيرى البيزنطى وبالمذهب المنافس القائل بطبيعة واحدة للمسيح، فإن الغزو الفارسى فى عام ٥٩٧ رفع من شأن النسطورية -أما فى شمال شبه الجزيرة العربية فقد كان السكان العرب فى الدولة العازلة لمملكة اللخميين -وعاصمتها الحيرة -ينتمون ولقرون طويلة- للكنيسة النسطورية "فى شرق سوريا". ولكن ملكهم الأخير وهو النعمان الثالث (٥٨٠ - ٦٠٢) هو الذى تم تعميده رسميا فى الكنيسة النسطورية.
ورغم إجازه الأباطرة الساسانيين لهم نسبيا، إلا أنهم كانوا يتعرضون من وقت إلى آخر إلى أعمال اضطهاد قاسية مثلما حدث فى عهد شابور الثانى (٣٠٩ - ٣٧٩)، ويزدجرد الأول (٣٩٩ - ٤٢٠) وبهرام الخامس (٤٢٠ - ٤٣٨) وقد كان خلو منصب بطريرك الكنيسة الأرمنية ٦٠٨ إلى ٦٢٨ نتيجة لسلسلة الاضطهادات التى بدأها خسرو الثانى (٥٩١ - ٦٢٨). . لذلك رحبوا بالفاتحين العرب لأنهم حرروهم من اضطهاد الساسانيين، هذا بجانب أن