الخامس الهجرى (الحادى عشر الميلادى). وهود كما هو معروف. رسول أرسله اللَّه إلى قوم عاد كما جاء فى قوله تعالى {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ}. أما بنو هود الأندلسيون هؤلاء فيرجعون إلى رجل اسمه هود يقال إنه كان أول رجل من أسرته دخل الأندلس، ويزعم البعض أنه كان من حفده أحفاد سالم مولى أبى حذيفة أحد صحابة الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، وإن كان ابن قتيبة يقول فى كتابه المعارف أنه سالمًا هذا مات بلا ولد، ويرى آخرون أن الأصح فى نسبة هذه الأسرة أن يقال أنها جذامية وهذا ما يراه الكثيرون وأن بنى هود الأندلس من نسل روح بن زنباع الجذامى. ولقد كان أول هودىّ أشتهر فى التاريخ هو أبو أيوب سليمان بن محمد بن هود الجذامى الذى عرف فيما بعد بالمستعين باللَّه، وتردد ذكر سليمان هذا قبل الثورة التى جعلت لملوك الطوائف السلطة العسكرية فى "الثغر الأعلى"، ولقد عاون سليمان التجيبيين أصجاب سرقسطة فى الحملة الفاشلة التى قام بها الخليفة المرتضى ضد غرناطة سنة ٤٠٨ هـ (= ١٠١٨ م)، ولما كان سليمان واليا على "لاردة" استضاف الخليفة السابق هشام الثالث المعتضد حتى وافت الأخير منيته سنة ٤٢٧ هـ. ولم يكد يتم اغتيال المنذر بن يحيى التجيبى حتى بادر سليمان بن هود فاحتل سرقسطة وذلك فى المحرم من سنة ٤٣١ هـ (= سبتمبر ١٠٣٩ م) وأصبح حاكمًا على مملكة شاسعة الأطراف تشمل معظم وادى ابرو بالإضافة إلى سرقسطة ذاتها ولاردة فى الشرق، وكذلك "وشقة" فى الشمال، وطليطلة، وقلعة أيوب فى الغرب، أما الجنوب فيمتد حتى بلنسية، ويذكر ابن حيان أن سليمان كان شيخ إحدى الطوائف السياسية فى أسبانيا المسلمة، ويلومه هو وابن ذى النون لدعوتهما النصارى لمهاجمة الإقليم الإسلامى الواقع على الحدود العليا والسفلى، فاستجاب النصارى لهما وهاجما البلاد، وعاش سليمان بعد عمله