"وشقة" فاصطدم على مقربة منها بالمستعين باللَّه الذى لقى فيها الهزيمة المرة وذلك سنة ١٠٩٦ م، كما أن قشتالىّ الفونسو السادس هاجموا سرقسطة ذاتها، غير أنه حدث فى هذا الوقت بالذات أن كان يوسف بن تاشفين قد عبر إلى بلاد الاندلس وأدى ظهور الجيش المرابطى قرب سرقسطة إلى انسحاب المسيحيين وارتدادهم، وفى هذا العهد أصبح "السيد Le laid" الذى كان فى خدمة المستعين حاكما لبلنسية.
أما يوسف بن تاشفين الذى أراد أن يجعل من مملكة سرقسطة كدولة حاجزة بينه وبين المسيحيين فقد ترك المستعين فى أرضه فى الوقت الذى أزال فيه غيره من ملوك الطوائف، ولقد مات المستعين وهو يقاتل النصارى فى معركة "فالتيرا" قرب طليطلة، وذلك فى أول يوم من رجب ٥٠٣ هـ (٢٤ يناير ١١١٠ م).
وأخذ التهديد من الشمال يزداد شيئا فشيئا خلال عصر بنى هود إلا أن الأمور ازدادت سوءًا حتى صارت أزمة زمن أبى مروان عبد الملك بن أحمد بن هود عماد الدولة، إذ يقال أن أمير المرابطيين الجديد وهو على بن يوسف تاشفين الذى كان لا يعمل شيئا إلا بمشورة الفقهاء قد صمم على الاستيلاء على أراضى الثغر الأعلى، ومن ثم فإنه فى اليوم العاشر من ذى الحجة ٥٠٣ هـ (٣٠ يونيو ١١١٠ م) دخل القائد المرابطى محمد بن الحجاج سرقسطة وانسحب عماد الدولة إلى حصن "روطة"، ودام احتلال المرابطين لسرقسطة مدة تسعة أعوام طوال حكم محمد بن الحجاج أولا ثم من بعده زمن ولاية أبى بكر بن إبراهيم السهرورى المعروف بابن "تيفَلوِيت" الذى حكم حكما ملوكيا وكان وزيره الفيلسوف الشهير ابن باجة. ولقد استمر الضغط من الشمال حتى إذا كان يوم الثالث من رمضان ٥١٢ هـ (= ١٨ ديسمبر ١١١٨ م) استولى ألفونسو الأول صاحب أرغونة على سرقسطة بعد حصاره إياها سبعة أشهر، وظل عماد الدولة أسيرًا فى "روطة" أما النصارى فقد أخذوا فى احتلال الأراضى التى