لأنها كانت أول غرامه، ويحن إلى دارها التي كانت في وسط حلب، فقد قال ياقوت وهو يذكر حلب في "معجم البلدان"(٢: ٣٠٧ ليبزج): "وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحترى".
ثم أخذ يضرب منذ عام. ٢٢٠ هـ في البادية يأخذ عن أهلها. وقد عثرنا على قصيدة له لم يسبق نشرها من ٤٥ بيتا أشار أبو العلاء المعرى في كتابه "عبث الوليد" إلى ثلاثة أبيات منها هي الأول والثالث والتاسع. وقد أشار البحترى في الأبيات: الثالث والرابع والخامس إلى سنه - وقتذاك - وإلى عزمه على السير في مناكب الأرض (القصيدة ٤٢٥، صفحة ١٠٨١، دار المعارف):
وقائلة، والدمع يصبغ خدها ... رويدك يابن الست عشرة كم تسرى!
فقلت: أحق الناس بالعزم والسرى ... طلاب المعالى صاحب الست والعشر
مقام الفتى في الحى حيا مسلما ... معافى مقام ذلة بالفتى يزرى
وخلال تشريقه وتغريبه راكبا أعجاز الكواكب على حد تعبيره في القصيدة ٢٨ (صفحات ٧٨ - ٨٢ طبعة دار المعارف) ينتهى به المطاف إلى رحبة مالك بن طوق التغلبى مادحا له.
وهذه الرحبة بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات. ونجده يذكر لنا في البيت العاشر من هذه القصيدة سنه وقتذاك فيقول:
عشرون قصرها الصبا، وأطالها ... ولع العتاب بهائمٍ لم يعتب
أي أن هذه القصيدة مما نظم الشاعر عام ٢٢٤ هـ.
وقد مدح مالك بن طوق بقصيدة أخرى لم يسبق نشرها في الطبعات السابقة للديوان، بلغت أبياتها ٤٦ بيتًا، أثبتناها في طبعتنا برقم ٨٠٦ (الديوان ٢١٢٧ - ٣١٣٢). وتاريخها هو تاريخ أختها.
وفي عام ٢٢٥ نراه يمدح أحمد بن إبراهيم الآزدى بقصيدتين لم يسبق نشرهما أيضًا: القصيدة ٧٩٩ (صفحة ٢١١٠ - ٢١١٣) بيتا، والقصيدة ٩٠١ (صفحة ٢٣٧٠ - ٢٣٧٢) من ١٧ بيتا.