للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشاعر لأنه أثار الموالى على سادتهم العرب). ثم إن موقف بشار من مذهب المعتزلة يعكس رأيه المتذبذب في عطاء ابن واصل المتوفى ١٣١ هـ (٧٤٨ - ٧٤٩ م في البصرة)، إذ يهجوه بعد أن رأيناه يمتدحه من قبل (انظر الجاحظ: البيان، جـ ١، ص ١٦ أو ما بعدها؛ وانظر أيضًا الأغانى، الطبعة الثالثة، جـ ٣، ص ١٤٥ وما بعدها؛ وانظر قصائد الهجاء المقذعة التي تبادلها بشار وشاعر المعتزلة صفوان الأنصاري البصري، وفيما يختص بها انظر - Pel , Milieu basrien: lat ص ١٧٥ - ١٧٧ مع ترجمة لأبيات صفوان).

أما آراء بشار الدينية فإنها لا تزال غير واضحة، ويبدو أنها قد تذبذبت، ثم إن بشارًا، كأى نهاز للفرص، قد أخفى رأيه الحقيقي. ولا شك أن التحفظات التي يبديها في الشعراء الذين يقدرهم مثل الكَميت أو السيد الحمْيَرى الذي عاش في البصرة من عامَ ١٤٧ هـ (٧٦٤ م) إلى عام ١٥٧ هـ (٧٧٣ - ٧٧٤ م؛ انظر الأغانى، الطبعة الثالثة، جـ ٣، ص ٢٢٥، جـ ٧، ص ٢٣٧ بيد أن الحقائق غير مؤكدة) تصلح للدلالة على أنه لم يكن شيعيا (ولكن انظر Pellat, ص ١٧٨، الذي يرى أن بشارا جمع بين آراء الشيعة من الكاملية، وفي هذا الموضوع انظر المصدر نفسه، ص ٢٠١). يضاف إلى هذا أن اتهام بشار بالزندقة والنوادر التي تصورها أكثر مما تثبتها تشير إلى تشبثة بآراء غير متجانسة، والحق إن بين هذه الآراء عقائد مانوية تخالطها صبغة زرادشتية قوية (انظر الجاحظ: البيان، جـ ١، ص ١٦: ذكر البيت المشهور الذي جاء فيه أن الأرض في ظلام والنار تتألق وأن النار عبدت منذ وجودها (١)؛ انظر الإشارة إلى تأييد بشار لهذا في معارضة صفوان المعتزلى، المصدر السابق، جـ ١، ص ٩٧، س ٧؛ انظر أيضًا الفهرست، ص ٣٣٨، س ١٠، الذي يسلك الشاعر بين الزنادقة المانويين في القرن الثاني الهجري الموافق الثامن الميلادي).

ولكن إلى جانب هذه الاعتقادات يبدو أن بشارًا كان دائما يطوى


(١) يشير الكاتب هنا إلى البيت الآتي لبشار:
الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار