البعوض إلى حد لا بأس به (اليعقوبى، ص ٢٣٥ - ٢٣٨, الطبري، جـ ٣، ص ٢٧١ - ٢٧٥، ياقوت، جـ ١، ص ٦٧٩ - ٢٨٠، المناقب، ص ٧ - ٨، المقدسي، أحسن التقاسيم، ص ١١٩ - ١٢٠، ابن الأثير، جـ ٥، ص ٤٢٦ - ٧، ابن الجوزي، ص ٧، اليعقوبى، جـ ٢، ص ٤٤٩، الفخرى، ص ١٤٣ - ١٤٥)، وثمة قصص موضوعة عن فضائلها، وكيف أن القدر اختار المنصور لبنائها، ووجدت هذه القصص رواجا فيما بعد (انظر اليعقوبى، البلدان، ص ٢٣٧. الفخرى، ص ١٤٤ الطبري، طبعة القاهرة، جـ ٦، ص ٢٣٤ - ٢٣٥، ابن الجوزي: المناقب، ص ٧ - ٨).
وقدر لبغداد أن ترث بابل وسلوقية وطيسفون وأن تخملها جميعًا.
ويصف اليعقوبى (٢٧٨ هـ = ٨٩١ م) وابن الفقيه (٢٩٠ هـ = ٩٠٣ م) بغداد في عصر متقدم وصفًا تفصيليًا، بينما يصف سهراب (حوالي عام ٩٠٠ م) شبكة القنوات في المنطقة، وتبدو المدينة بتحصيناتها وتخطيطها الداخلى كأنها حصن كبير، فقد كان هناك أولًا خندق عميق، عرضه ٤٠ ذراعًا (= ٢٠.٢٧ مترًا)، يحيط بالمدينة، ثم رصيف من الآجر، ثم السور الأول، وارتفاعه ١٨ ذراعًا (٩ أمتار) عند القاعدة، يليه رحبة عرضها ٥٦.٩ مترًا (= ١٠٠ ذراع، وفيما يختص بالمقاييس انظر كتاب الخراج للريس) تركت خالية لأغراض الدفاع، ويليها السور الرئيسى من الآجر وارتفاعه ٣١.١٤ مترًا وسمكه عند قاعدته ٥٠.٢ مترًا وعند القمة ١٤.٢٢ مترًا، وبه أبراج عظيمة يبلغ عددها ٢٨ برجا بين كل بابين ما عدا الأبراج الواقعة بين بابى الكوفة والبصرة ففيها ٢٩ برجا، وبنيت، على كل باب، قبة تطل على المدينة، تحتها مساكن للحراس، ثم تليها رحبة عرضها ١٧٠.٧٠ مترا شيدت فيها بيوت، ولم يكن يسمح فيها بالبناء إلا للقواد والموالى المخلصين، ومع ذلك فقد كان لكل طريق بابان وثيقان يمكن إغلاقهما، وكان يلي ذلك سور ثالث بسيط يحيط بالرحبة الداخلية الفسيحة، حيث لم يشيد فيها سوى قصر الخليفة (باب الذهب)، والمسجد الجامع، والدواوين، ودور لأولاد الخليفة،