بعد ١٥٤٢، ثم شاركوا أشراف مكة في هذه الأسلاب (- Snouch Hur gronje: Mekka ج ١، ص ٩٢ وما بعدها، ص ٩٩). وبعث السلطان قانصوه الغورى اخر الأمر واليا على مكة عام ١٥١١ م، فأحاطها بسور يحميها من غارات البدو واتخذها قاعدة بحرية لقتال البرتغال (المصدر المذكور، ج ١، ص ١٠٢). وقد اتضح بعد ذلك أن هذا التحصين كان ضروريا لأن البرتغال أغاروا عليها. عام ١٥٤١ عندما زالت تبعيتها لمصر ودخلت في ولاية تركية (المصدر نفسه، ص ١٠٤). وكان دخل مرفأ جدة يقتسم أيضًا في عهد الترك، وكان يقيم فيها وال من قبلهم (حاجى خليفة: جهاننما، الاستانة سنة ١١٤٥ هـ-ص ٥١٩؛ تجمة نوربرغ، ج ٢، ص ١٨٤) على أن هذا الدخل سرعان ما أخذ يتضاءل بطبيعة الحال، ولو أن تجارة البن والبضائع الهندية ظلت كبيرة حتى مستهل القرن التاسع عشر.
وفي عام ١٨٠٣ حاصر الوهابية الشريف غالبا في مكة فباءوا بالخيبة لمنعة أسوارها. على أنه اضطر إلى الخضوع لهم ثم ردها محمد على إلى حظيرة الترك. ووصف بوركارت جدة عام ١٨١٤ فقال إنها بلد سكانها ما بين ١٢.٠٠٠ و ١٥.٠٠٠ نسمة، وتشغل أسوارها المرممة حديثًا مساحة واسعة حافلة بالأكواخ الحقيرة المصنوعة من القصب والى جانبها بيوت مبنية من الحجر تزداد شيئًا فشيئا تحت حكم مصر. ولشد ما أدهشه أن الزحمة من السكان الذين تكتظ بهم مكة يندر بينهم أهل البلاد في حين يكثر عدد الدخلاء الوافدين من اليمن وحضر موت. وفي عام ١٨٤٠ عادت مكة إلى حكم المصريين، ورفع عنها حكم الباب العالى المباشر، وكان يمثله وال يقيم في جدة. وفي الخامس عشر من يونية عام ١٨٥٨ اغتيل القنصلان الإنكليزى والفرنسى وغيرهما من النصارى في جدة فضربت البلدة بالقنابل في الخامس والعشرين من هذا الشهر Snouck Hurgronje في Bijdragen tot de - Taal-Land en Volkenkunde van Neder landsch-Indie السلسلة الخامسة، ج ٢، ص ٣٨١ وما بعدها، ٣٩٩ وما بعدها) وحج مالتزن Maltzen إلى مكة عام ١٨٦٠ فوصف جدة بمثل ما وصفها به