ونخرج من هذا بأن الإجماع في المفهوم السلفى يمكن أن يقال في شأنه بأن الناس الذين تتكون منهم الجماعة هم أولئك المسلمون الذين يوثق في دينهم وصدقهم، ومن ثم فهم الذين يتابعون السير في الطريق القويم الذي سار عليه السلف ولهم الحق في تزكية الإمام الأعظم ومبايعته باسم الجميع، وهذا الإمام هو القائد الحق المنتخب للأمة جميعًا. والجماعة لا يكون لها وزنها الكامل إلا إذا اتحدت مع إمامها.
ويصدق هذا على المعنى الأكثر ضيقًا ومحلية للكلمة. فكل جمع من المسلمين اجتمعوا لأداء الصلاة فهم جماعة. وهذا التعريف يناسب مناسبة جلية صلاة فريضة الظهر جماعة يوم الجمعة. وهذا اليوم هو من ثم يوم الاجتماع الأمثل. والجامع هو الذي يجمع المؤمنين لأداء هذه الفريضة. وهذا يصدق أيضًا على الأعياد المقررة. وفي ضوء هذه الصلة بصلوات الجماعة يتحدث الأشعرى عن عقيدتيه فيذكر الجماعة بالمفرد في مقالات الإسلاميين (جـ ١، ص ٣٢٣) ويذكرها بالجمع في الإبانة (ص ١٢). وهذه "الجماعة" من المسلمين المتحدين في أداء الصلاة إظهارًا لعقيدتهم تكون في صيغة وطبيعة لم تحدد من حيث المبدأ التحديد الذي حددت به شروط إمام الجماعة، ومن ثم سميت "الأمامة الصغرى".
المصادر:
كما ذكرت في صلب المادة مع التخصيصات والإضافات الآتية.
(١) محمد حمد الله: الوثائق السياسية، الطبعة الثانية، القاهرة سنة ١٩٥٢؛ تعليق ٦٧.
(٢) Mu-: W. Montgomery Watt hammed at Medina، أوكسفورد سنة ١٩٥٦، ص ٢٤٧، ٣٦٠.
(٣) Essai sur les doc-: H. Laoust - trines sociales et politiques de Taki - d Din Ahmed B. Taimiya. القاهرة سنة ١٩٣٩ (انظر الفهرست، مادة جماعة).
(٤) الكاتب نفسه La Profession de: foi, d, Ibn Batta؛ دمشق سنة ١٩٥٨. (انظر الفهرس).