ذلك أن الصلة بين ب (٢) وك (٢٠) ور (٢٠٠) وهذه الحروف تمثل الأوضاع المختلفة للعدد ٢، تدعمها المجموعات د. (٤) وم (٤٠) وت (٤٠٠) وح (٨) وف (٨٠)، وض/ ظ (٨٠٠) التى هى من مضاعفات العدد ٢ وكذلك الشأن بالنسبة للمجموعة ج (٣) ومضاعفاتها هـ (٦) وط (٩) [انظر عن خواص الأعداد "رسائل إخوان الصفا"، جـ ١، ص ٥٦ وما بعدها].
وانطلاقًا من توزيع الحروف على العناصر الأربعة، فإن أحرف "النار" فى التنبؤ والسحر، تمنع الشرور المتصلة بالبرد، وتزيد فى أثر الحرارة حيث تطلب، سواء فى الميدان الطبيعى أو الميدان التنجيمى. ومن ثم يمكن مثلا، فى أثناء الحروب، أن يزاد أثر المريخ بتجميع حروف النار تجميعًا سحريًا.
وعلى هذا النحو، تستعمل حروف "الماء" للتنبؤ بجميع الأمراض المرتبطة بالحرارة وتحاشيها مثل أنواع الحمى المختلفة، للتقوية من أثر البرد سواء كان هذا مطلوبًا فى الميدان الطبيعى أو فى الميدان التنجيمى. وبفضل هذه الحروف يمكن مثلا أن نجعل المؤثرات القمرية تسود، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الحروف الأخرى.
وعلاوة على هذه العناصر المأثورة للمعادلات العددية وصلاتها المتبادلة بالعناصر الأربعة، فإن علم الحروف لا يتألف إلا من تجارب شبه خفية ليس لها أساس منطقى على الإطلاق. والبونى المتوفى سنة ٦٤٢ هـ (١٢٢٥ م؟ )، وهو أكبر حجة فى هذا الموضوع (انظر بصفة خاصة مصنفه "كتاب لطائف الإشارات" طبع على الحجر فى القاهرة سنة ١٣١٧ هـ) يقول فى ذلك: "ولا نظن أن الحروف مما يتوصل إليه بالقياس العقلى وإنما هو بطريق المشاهدة والتوفيق الإلهى"(ابن خلدون: المقدمة، جـ ٣، ص ١٤٠؛ الترجمة الفرنسية، ص ١٩١؛ الترجمة الإنكليزية، ص ١٧٤).
* وهذا هو السبب فى أن بعض الغلاة يلتمسون هذا السر فى "الكشف، وهذا أيضًا هو السبب الجوهرى فى الانتشار الكبير للأصول الفنية لهوس ترديد الحروف وإحصاء الأعداد فى