جنوبى تونس كله بمساعدة العرب، ونادى بنفسه خليفة سنة ٦٨١ هـ (١٢٨٢ م)، ونجح نجاحًا جعل أبا إسحاق يهرب إلى بجاية ليلحق بابنه أبي فارس. وقد أجبره ابنه على النزول له عن العرش في آخر سنة ٦٨١ هـ (ربيع سنة ١٢٨٣ م) ونادى المغتصب ابن أبي عمارة (سنة ٦٨١ - ٦٧٣ هـ = ١٢٨٣ - ١٢٨٤ م) بنفسه خليفة، وخلع أبا فارس وقتله في (٣ ربيع أول = أول يونيو ١٢٨٣ م) وقتل الخليفة السابق أبا إسحاق. ولكن انتصاره لم يدم طويلًا. فقد أثارت انحرافاته وسخافاته الواضحة في معاملته للعرب بوجه خاص، حفيظتهم، فعاونوا أبا حفص عمر شقيق المستنصر، وأبا إسحاق على خلعه.
٥ - أبو حفص (٦٨٣ - ٦٩٤ هـ = ١٢٨٤ - ١٢٩٥ م) نجح في استعادة سالان بنى حفص. ودفعه ورعه وحبه للسلم إلى بناء كثير من العمائر الدينية. وأصبح حلف آراغون - صقلية عدوًا له، وقامت هاتان الدولتان بالاستيلاء على جربة سنة ٦٨٣ هـ (١٢٨٤ م) وطالبتا تونس بأداء الجزية المنصوص عليها في معاهدة سنة ٦٨٤ هـ (١٢٨٥ م)، وكانت تؤديها من قبل إلى أمراء أبجو الصقليين، وعقدت الدولتان حلفًا مع المرينيين معاديًا لأبي حفص (٦٨٥ - ٦٨٦ هـ = ١٢٨٦ - ١٢٨٧ م). وشنتا غارات لنهب سواحل إفريقية، وجاءتا بدعى ليطالب بعرش أبي حفص وهو ابن ابى دَبّوس سنة (١٢٨٧ - ١٢٨٨ م)، وهو أمير موحدى كان قد لجأ إلى أراغون. وحدثت بعض الاتصالات إلا أن حاكم أراغون - صقلية لم ينجح قط في تجديد العلاقات السلمية مع أبي حفص؛ وبعد سنة ٦٨٤ هـ (١٢٨٥ م) فرض أبو زكريا، من أبناء ابى إسحاق، وابن شقيق أبى حفص، سيطرته بمساعدة العرب على الجزء الغربى بأكمله من الأراضى الحفصية بما في ذلك بجاية وقسنطينة. وفى السنة التالية سار إلى تونس وردّ جنوبًا، فاستولى على قابس، وتقدم نحو بجاية، التي كانت تهددها غارات واحد من آل عبد الواد بتحريض من أبى حفص، وكان لا يزال يفرض سيطرته على سلطان تلمسان. وفى الوقت