للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المتوفى سنة ٣٣٤ هـ (٩٤٥ م) الذى اختصر محتويات الكتب الأمهات للشيبانى وضمنها كتابًا له هو "الكافى"؛ وأبا الليث السمرقندى المتوفى سنة ٣٧٥ هـ (٩٨٥ م) وهو كاتب غزير المادة فى الفقه وغيره من فروع العلوم الدينية؛ والقدورى المتوفى سنة ٤٢٨ هـ (١٠٣٦ م) الذى اقتبست الكتب المتأخرة الكثير من كتابه "المختصر". وفى أثناء هذه الفترة كلها شاعت فى المذهب الحنفى سنة قوية تهدف إلى تأليف كتب فى تطبيق الشريعة الإِسلامية. فالمبسوط لشمس الأئمة السرخسى المتوفى سنة ٤٨٣ هـ (١٠٩٠ م)، وهو شرح على "الكافى" للحاكم الشهيد، يعد نقطة التحول إلى ترتيب المادة فى كل فصل ترتيبًا أكثر تمشيًا مع المنطق وأقرب إلى المنهجية. ثم أعقب ذلك كتاب "بدائع الصنائع" للكاسانى المتوفى سنة ٥٨٧ هـ (١١٩١ م) الذى التزم فى ترتيبه بالمنهجية التزامًا دقيقًا. على أن هذه الكتب القديمة أجملتها رسائل أحدث هى وشروحها، وهو أمر مألوف فى جميع مذاهب الفقه الإِسلامى. ومن أهم هذه الرسائل: "الهداية" للمرغينانى المتوفى سنة ٩٥٣ هـ (١١٩٦ م؛ الترجمة الإنكليزية بقلم Charles Hamilton لندن سنة ١٧٩١؛ وأعيد طبعها فى لاهور سنة ١٩٥٧). وكتبت عدة شروح على الهداية. وكتب مختصرًا لها برهان الدين محمود المحبوبى من أعيان القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) وسماه "وقاية الرواية". ومن هذا النوع من التأليف المستقى من الهداية: "جامع الرموز" للقهستانى المتوفى سنة ٩٥٠ هـ (١٥٤٣) وكانت له حجية كبيرة فى ما وراء النهر. والكتاب التالى لذلك فى الأهمية هو "كنز الدقائق" لأبى البركات النسفى المتوفى سنة ٧١٠ هـ (١٣١٠ م) وله أيضًا عدة شروح مثل "تبيين الحقائق" للزيلعى المتوفى سنة ٧٤٣ هـ (١٣٤٢ م)، وبخاصة "البحر الرائق" لابن نجيم المتوفى سنة ٩٧١ هـ (١٥٦٣ م). وقد كتب ابن نجيم هذا "كتاب الأشباه والنظائر" وهو رسالة فى الكيان المنهجى للفقه الوضعى. أما فى الإمبراطورية العثمانية فإن كتاب "درر الحكّام" لملاخسرو المتوفى سنة ٨٨٥ هـ (١٤٨٠ م) وهو شرح على كتابه "غرر الأحكام"، قد اكتسب حجية