للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القرآن وتلاوته. وقد بلغ بعض أبنائه مناصب رفيعة فقد بلغ ولداه محمَّد (سجل عثمانى، جـ ٤، ص ١٤٤) ومحمد أسعد (الكتاب السابق جـ ١، ص ٣٣٠ وما بعدها) منصب الإفتاء، وعبد العزيز (الكتاب السابق، جـ ٣، ص ٣٣٨) وصالح (المصدر السابق، جـ ٣، ص ٢٠٠ وما بعدها) منصب قاضى عسكر، أما ولده مسعود فقد مات صغيرًا، وكان حاجبًا (المصدر السابق، جـ ٤, ص ٣٦٥ وما بعدها).

وسعد الدين هو مؤلف التاريخ العثماني المشهور المعروف باسم "تاج التواريخ" ولا يزال هذا التاريح يعد بوجه عام من عمدة المصادر في التاريخ العثماني، ولو أن سعد الدين لم يؤلفه بأمر السلطان (لم يكد سعد الدين حاملًا للقب مؤرخ السلطان "وقعه نويس" انظر أيضًا. Mitt. zur Osm , جـ ١، ص ٢٤١). وقد أسدل هذا التاريخ حجب النسيان على جميع التواريخ المتقدمة الخاصة بآل عثمان وهي المعروفة باسم "تواريخ آل عثمان" بل إنه جعلها شيئًا تافها زريا (انظر حاجى خليفة: كشف الظنون، جـ ٢، ص ١١٢ رقم ٢١٥٨، J.H.Mordtmann في مجلة ISL جـ ١، ص ١٦٠) ويتناول هذا التاريخ الكلام عن البيت العثماني من وقت إنشائه حتى وفاة السلطان سليم الأول المتوفى في ٢١ سبتمبر سنة ١٥٢٠. واستقى هذا التاريخ مادته من كتب المؤرخين المتقدمين، وهو مكتوب بأسلوب يغلب عليه الإطناب والطنطنة. وتم هذا الكتاب في عهد السلطان سليم الثاني (١٥٥٦ - ١٥٧٤ م) وكان المقصود منه على وجه التحديد أن يكون ذيلا للكتاب الفارسي "مرآة الأدوار ومرقاة الأخبار" لمصلح الدين محمَّد اللارى المتوفى عام ٩٧٩ هـ (١٥٧١) ونقل سعد الدين هذا الكتاب إلى التركية (مخطوط بفينا انظر , Flugel. جـ ٢ ص ٨٠، رقم ٨٤٥) وقد ذاع هذا الكتاب، وأصبح الناس يقرءونه في عدة مخطوطات إلى أن أصبح في متناول الأيدى بوجه عام عندما طبع عام ١٢٧٩ هـ (١٨٦١) في مجلدين كبيرين (٥٨٦ و ٦١٩ صفحة، انظر المجلة الأسيوية سنة ١٨٦٣ , جـ ٢، ص ٢٦٢). وكثيرا ما كانت تنسخ مخطوطات جميلة من هذا الكتاب