للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رقم ٣٣٩, ٣٤٠ (Mahillon جـ ١، ص ٤٠٠) وفي نيويورك، رقم ٣٩٢, ١٣١٦ (Catalogue جـ ٢، ص ٨٢؛ جـ ٤، ص ٥٠).

٢ - النوع المستدير البسيط. وكان يعرف أَيضًا باسم الدُّف (المطرزى) ويقال إن هذا النوع الخلو من الصنوج الرنانة أو الأجراس كان يعد النوع "المباح شرعًا" (أوليا جلبى ١/ ٢، ص ٢٢٦) ولعل هذا النوع هو المَزْهَر أو المزْهَر الذي كان معروفًا في الجاهلية وصدر الإِسلام. صحيح أن أصحاب المعاجم العربية يقولون إن المزهر هو العود، وهو تعريف جرى عليه العرب الذين كتبوا في الموسيقى (العقد الفريد، جـ ٣، ص ١٨٦؛ المفضل بن سلمة، ورقة رقم ٢٧؛ كتاب الامتاع والانتفاع، ورقة رقم ١٣؛ المسعودي: مروج الذهب، جـ ٨، ص ٩٣) ولكن من المشكوك فيه كثيرًا أن يكون المزهر بكسر الميم وفتحها هو العود. ولعل هذا الخطأ منشؤه أن أحد أصحاب المعاجم المتقدمين قال إن المزهر آله موسيقية مثل العود (انظر المصباح المنير للفيومى) أي أنَّه كالعود يعد من الآلات الموسيقية. وفي القرن الحادى عشر جاء في Glossarium Latino - Arabicum أن المزَهر (ص ٥٦٢) أو المزهر (ص ٥٠٨) يعادل الـ"تنفانوم" Tinfanum (= تيمبانوم Tympanum أي الطبلة)، ولا يزال هذا النوع معروفًا بهذا الاسم في تركيا (Lavignac, ص ٣٠٢٣) وفي فلسطين (Z.D.P.V. جـ ١، ص ٦٤، لوحة رقم ٨). والمزهر المصرى له جلاجل رنانة معلقة به.

٣ - النوع المستدير ذو الأوتار: هذا النوع شبيه بالنوع السابق مع زيادة أوتار تشد بطول الرأس من الداخل، ولا نستطيع التأكد من اسمه في صدر الإِسلام، غير أن من المحتمل أنَّهم كانوا يطلقون عليه اسم "الغِربْال"، وقد سمى بهذا الاسم لأنه كان مستديرا كالغربال، ويقول الصغاني (المتوفى حوالي عام ١٢٦١ - ١٢٦٢ م) إن هذا هو الدف الذي عناه النَّبِي محمَّد (صلى الله عليه وسلم) عندما قال "أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال (١) "، وهناك


(١) رواه ابن ماجه جـ ١، ص ٣٠٠ وإسناده ضعيف.