لها نفوذ عظيم أيام الأشكانيين كأسرة سُرين وكَرين إلخ، كونت طائفة من النبلاء واسعة السلطان؛ وكان سلطان كبار الكهنة عظيما أيضًا، فقد انتعشت المزدكية بقيام البيت الساسانى، وأصبحت دين الدولة الرسمى بمعنى الكلمة على الرغم من أن اليهود والنساطرة مثلا كانوا يتركون عادة وشأنهم فى بلاد فارس، وكان الارتداد عن المزدكية يعاقب بالموت؛ وقد تجلى السلطان السياسى لكبار الكهنة عندما اعتلى بهرام الخامس العرش. . ذلك أنهم أيدوه فى مطالبته بالعرش إلى حد بعيد؛ ونحن نجد عرضًا للقانون المدنى أيام الساسانيين فى مؤلفات بارثلوماى (Uber ein Sasanidisches Rechtsbuch: Chr. Bartholomae فى S.B.A. Hei- dekberg Phil. Hist. Klasse sasanidischen Recht، ١٩١٠؛ zwn جـ ١ - ٤، فى نفس الموضع, ١٩١٨ - ١٩٢٢).
وترد الرواية الفارسية العربية عن تاريخ الساسانيين إلى مصادر فهلوية ليس لها وجود الآن، ولا شك فى أن أهمها كان مؤلفًا بعنوان إكزاتاينامك (وفى الفارسية الحديثة خداينامه).
وقد التزم هذا المؤلف المذهب الشرعى فى ولاية العرش، فاشتمل على عهد الملوك الأسطوريين كما تناول
تاريخ البيت الحاكم؛ وقد حفظ لنا مادة تاريخية كأفعال أردشير الأولى مثلا. على أن الجانب القصصى كان له شأن كبير فيه. وكثيرًا ما امتزجت الأخبار المدونة عن الملوك بالقصص الخيالية القائمة على البواعث العائلية. ولم يقتصر الأمر على الاكزاتاينامك، بل كان ثمة مصنفات تاريخية أصغر منه نذكر منها الـ "كارى أرتخشتر بابا كان" ولا يزال هذا المصنف موجودًا (ترجمة Noldeke كوتنكن ١٨٧٨؛ وقد نشر النص بضع مرات، مثال ذلك أنه نشر فى بمباى ١٨٩٦ و ١٨٩٩ و ١٩٠٠)؛ ونحن نستطيع أن ننشئ قصة تاريخية متوسطة الطول عن بهرام جويين بالاعتماد على ما جاء عنها من إشارات فى الأدب الفارسى والعربى الحديث (Noldeke المصدر نفسه، ص ٤٧٤ إلخ؛ ١ Romanen om Bahram Tschopin ١٩٠٧: A. Christensen) وقد ترجمت هذه المصنفات الفهلوية إلى العربية فى عهد متقدم، مثال ذلك أن ابن المقفع ترجم