هذه التّسمية لقب وليست اسمًا كما قد يستدل من المصادر العربية؛ وتنصرف إشارة البيرونى إلى أسرة من الأسر التركية المحلية كانت قد تخلصت من حكم الهياطلة Ephthalit فيما وراء النهر.
وفى عام ٩١ هـ (٧٠٩ م) تصالح طرخون مع قتيبة على أن يؤدى الجزية للعرب ويقدم لهم الرهائن (الطبرى، جـ ٢، ص ١٢٠٤) غير أن ذلك أغضب رعاياه فخلعوه، وحل محله إخشيذ غورك، واسمه بالصينية أو - لى - كيا U-le-Kia (الطبرى، جـ ٢، ص ١٢٢٩)، ولكن قتيبة أجبر إخشيذ على التسليم فى عام ٩٣ هـ (٧١٢ م) بعد أن حاصر المدينة وقتًا طويلًا (المصدر السابق، ص ١٢٤٧). وقد سمح له بالبقاء على العرش، ولكن أقيم فى المدينة وال عربى ومعه حامية قوية، وغدت سمرقند هى وبخارى قاعدة للفتوح الإسلامية الأخرى ونشر الإسلام فى البلاد؛ وهو أمر كانت تزعزعه فى كثير من الأحيان الفتن التى تثيرها مماحكات الولاة التى أشاعت القلاقل فيما وراء النهر فى العقود الأخيرة من عهد الأمويين (ويمكن الرجوع فى شأن الرواية العربية التى تربط سمرقند بملوك حمير الأسطوريين وتجعل دمارها على يد شمر إبان حملته على الصين، ثم إعادة بنائها على يد الإسكندر -وشمركند معناها شمر الذى دمرها- إلى Eransahr: J. Marquart سنة ١٩٠١، ص ٢٦ حيث يجب أن نضيف إلى الإشارات الواردة فى ياقوت ما ورد فى الطبرى جـ ١، ص ٨٩٠؛ القزوينى: طبعة فستنفلد، ص ٣٦٠. . إلخ وهذه الرواية فى حاجة إلى بحث يقوم على أساس علمى منهجى).
وأعطى الخليفة المأمون العباسى فى عام ٢٠٤ هـ (٨١٩ م) ولاية ما وراء النهر وخاصة سمرقند لأبناء أسد بن سامان، وظلت منذ ذلك العين -دون أن تتأثر بفتن الطاهرية والصفّارية- فى أيدى بيت سامان إلى أن قضى إسماعيل بن أحمد على سلطان الصفارية عام ٢٨٧ هـ وأسس الدولة السامانية فأتاح بذلك لما وراء النهر قرنا