للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتاب العمل فى الصلاة، باب ٢ - ٤) ومجريات الأحوال القديمة تتجلى بأجلى بيان فى هذا الخبر المتواتر الذى يروى كيف كان النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] يصلى وقد تعلقت ابنته زينب الصغيرة بعنقه، وقيل إنه لما سجد وضع الطفلة على الأرض ثم رفعها مرة أخرى حين قام (البخارى: كتاب الصلاة، باب ١٠٦؛ مسلم: كتاب المساجد ٤١ - ٤٤؛ النسائى: كتاب المساجد، باب ١٩). وفى حديث آخر يروى كيف وثب الحسن والحسين على ظهر محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أثناء سجوده (أحمد بن حنبل، جـ ٢: ص ٥١٣).

(٣)

وثمة صلوات غير مفروضة علاوة على الصلوات اليومية الخمس، يقسمها الغزالى إلى ثلاثة أنواع: السنة، والمستحب، والتطوع (الإحياء، القاهرة ١٣٠٢ هـ، جـ ١، ص ١٧٤) ويصدق هذا النوع الأخير على صلاة الليل، وهو الاسم الذى يغلب استعماله فى الحديث، على حين يستعمل القرآن "التهجد" (سورة الإسراء: الآية ٧٩).

ويفضل فى وصف هذه التعبدات الليلية، فى "ليلة القدر"، خاصة وفى ليالى رمضان عامة، استعمال كلمة "قيام" التى تدل على ما كان للقيام والسهر فى ذاتيهما من شأن عظيم.

ويتضح من الحديث أن مثل هذه العبادات الليلية كان يمارسها المجتمع الإسلامى الأول فى شغف وغيرة. وحسبنا أن نقول هنا إنه حتى فى حياة محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كانت هذه التعبدات ليست لها صفة الفرض (أبو داود: كتاب التطوع، باب ١٧، ٢٦؛ والنسائى: كتاب قيام الليل باب ٢؛ الدارمى: كتاب الصلاة، باب ١٦٥).

وتتصل صلاة الليل صلة وثيقة بالوتر، ومعناها "الفرد" وتتضمن هذه الشعيرة فى الواقع إضافة ركعة واحدة إلى الركعات الزوجية فى صلاة الليل، وبالإضافة إلى ذلك صلاة الضحى وهى الصلاة الوحيدة قبل الظهر، فعند أحمد بن حنبل (جـ ١، ص ١٤٧) يحدد الوقت على الوجه التالى: "صلى رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] الضحى حين كانت الشمس من المشرق حتى مكانها من المغرب فى