والسجود، والجلوس، والتشهد، والقعود، والصلاة على النبى، والسلام، ثم يذكر الركن الثالث عشر وهو "الترتيب". أما الشعائر الأخرى التى ذكرنا بعضها آنفا فهى عنده سنة (انظر أبا إسحاق الشيرازى: التنبيه، ص ٢٥).
وإن كثرة شعائر السنة، وهو أمر يتوقف على اختصارها أو القيام بها فى تفصيل كبير، هو الذى يحدد لكل صلاة صفتها ويؤثر بصفة خاصة فى طولها، ويصدق هذا خاصة على الأذكار التى تتخللها (انظر مولوى محمد على: The Holy Quran، الطبعة الثانية، لاهور ١٩٢٠, ص ٢) وعلى القراءة؛ لأن تلاوة الفاتحة يمكن أن يعقبها تلاوة آيات أخرى من القرآن الكريم. وفى الحديث كثير مما يقال فى هذا الموضوع.
ويبدو أن الحماسة الشديدة التى أظهرها كثير من الأئمة فى هذا الصدد كانت فى كثير من الأحيان عبئًا على المؤمن. ويقال إن كثيرًا من المؤمنين شكوا إلى النبى من ذلك، وروى أن الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] استمع إلى شكاتهم فحذر النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] الأئمة بقوله: ". . فمن صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض"(البخارى: كتاب العلم، باب ٢٨؛ مسلم: كتاب الصلاة، حديث ١٧٩ - ١٩٠؛ أبو داود: كتاب الصلاة، باب ١٢٢, ١٢٣ إلخ) بل إننا نجده فيما روى عنه يقول فى وصف الإمام المقصود إنه "فتّان"(البخارى: كتاب الأذان، كما أثنى المؤمنون على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أيضًا فقالوا: كان رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] من أخف الناس صلاة فى تمام (أحمد بن حنبل، جـ ٣، ص ٢٧٩, ٢٨٢ وفى كثير من المواضع الأخرى).
ويحدد الفقه أيضًا تحديدا دقيقا الأعمال والأوضاع الجسدية التى تبطل الصلاة (النووى: المصدر المذكور، ص ١٠٣ وما بعدها؛ أبو إسحاق الشيرازى، ص ٢٨ وما بعدها؛ ويسجل الحديث أن بعض المؤمنين فى بادئ الأمر اعتادوا أن يتحدث الواحد منهم إلى الآخر دون حرج أثناء الصلاة، ويحيون محمدا [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كما يحيى بعضهم بعضا, ولكن الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وضع حدًا لهذه الرخصة (البخارى: