مارس ٦٩٢ م) بمحاصرة مكة وما مضت ستة أشهر حتى قتل ابن الزبير فى ساحة الحرب واستسلمت المدينة (١٧ جمادى الأولى ٧٣ هـ) فكانت مكافأة الحجاج على ذلك أن ولى الحجاز.
رأى الخليفة عبد الملك بعد استرداده العراق إجراء ترتيبات عاجلة ضد الخوارج واستطاعت قوات الكوفة والبصرة معا بعد فشلهما الأول أن تنزلا الهزيمة بنجدية اليمامة فى "مشحر" سنة ٧٣ هـ (٦٩٢ م) إلا أن الصعوبة الكبرى كانت تتمثل فى أزارقة فارس الذين كانوا أشد خطورة وأكثر تعصبا من غيرهم، ولقد دل المقاتلون الذين انهكتهم الحروب على عدم ميلهم للقتال مما حمل عبد الملك على أن يولى الحجاج أمر الكوفة، فاندفع الحجاج فى نصرة المهلب فقضى على الأزارقة فى حملة استغرقت ثلاث سنوات، كما قامت بين قبائل ربيعة فى الجزيرة ثورة خارجية جديدة بقيادة "شبيب" اكتسحت أراضى الكوفة واستولت على المدائن (٦٧ هـ = ٦٩٥ م)، فلما عاد مقاتلة الكوفة من بلاد فارس عجزوا عن منع "شبيب" من دخول بلادهم، وإذ ذاك استعمل الحجاج أربعة آلاف من جند الشام نجحوا بعد إخراجهم المهاجمين وقتلهم "شبيبا" أن يبددوا شمل الفريق العربى من الأزارقة فى طبرستان.
وعمت الفوضى فى نفس السنة خراسان فضمها عبد الملك هى الأخرى إلى حكومة الحجاج الذى أناب المهلب عنه فيها، فأعاد المهلب بعد قليل الحملات التى اتجهت إلى آسيا الوسطى ولكنه لم يكسب كثيرا من هذا العمل فقد وافاه أجله سنة ٨٢ هـ (٧٠١ م) وخلفه ابنه يزيد.
وقام فى نفس الوقت عبد الرحمن ابن محمد بن الأشعث الذى كان عين واليا على سجستان فقاتل فى افغانستان بقوات الكوفة والبصرة، ثم ثار هو والأشراف سنة ٨١ (٧٠٠ م) وعادوا إلى العراق، فلم يعد فى قدرة العدد الضئيل من جند الشام وأعوانهم القدرة على مقاومة القوات المتحالفة، وتأزم الموقف، إلا أن قدوم الامدادات