للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهامان (وإن كان الأخير من رجال فرعون).

ويشار إلى هؤلاء باسم الرسل (جمع رسول) أو باسم المرسلين (جمع مرسل) أو "النبيين" ويبدو أن الصفة الأخيرة لا ترد إلا فى الآيات المدنية وهى تشير بصفة خاصة إلى محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] وقليل من الرسل الواردة أسماؤهم آنفًا فى سياق التقاليد العبرانية والمسيحية، أما الصفتان الأوليان فتردان فى الآيات الأولى ومعانيها أوسع.

ولكن القرآن يرادف فى الأجزاء المتأخرة بين الرسول والنبى، وإن كان لا يساوى فى المعنى بينهما تمامًا. ونحن نلاحظ مثلًا أن القرآن يستخدم دائمًا تعبير "اللَّه ورسوله" ويقصد معنى "النبى" على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فى سورة الأحزاب. ولاشك أن هذا يوضح سبب ورود لفظ "الرسل" فى عبارات العقيدة فى سورة البقرة (٢٨٥) وسورة النساء (١٣٦) أى العبارات التى تنص على ضرورة الإيمان باللَّه "وملائكته وكتبه ورسله"، على حين يأتى لفظ "النبيين" فى الآية ١٧٧ من سورة البقرة التى تنص على الإيمان باللَّه واليوم الآخر و"الملائكة والكتاب والنبيين".

ويشير القرآن إلى بعض من لم يرد ذكرهم فى الكتاب المقدس مثل هود، وصالح، وشعيب (انظر ما سبق) ويتضمن قصصًا كذلك عن لقمان، وهو حكيم عربى (سورة لقمان ١٢ - ١٩) وعن ذى القرنين الذى يقول المفسرون بصفة عامة إنه الإسكندر الأكبر (الكهف ٨٣ - ٩٨) ويشير القرآن بإيجاز إلى ذى الكفل وإدريس (مريم ٥٦ والأنبياء ٨٥ وص ٣٨) ويروى القرآن كذلك قصة أصحاب الكهف (الكهف ١٠ - ٢٦) ويذهب جمهور الفقهاء إلى أنه كهف "إفسوس".

وتتفاوت أساليب رواية قصص الأنبياء وبعض من لم يرد ذكرهم فى الكتاب المقدس، فقد تبدأ بعبارة {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ. .} (المائدة ٢٧, الأنعام ١٧٥, يونس ٧١، الشعراء ٦٩؛ وانظر أيضًا الكهف ٢٧، والعنكبوت ٤٥)؛ وقد تبدأ بعبارة {نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ. . .}