للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلامية، وبرزت بها أسماء شخصيات لامعة منها يحيى بن سلامة البصرى (١٢٤ - ٢٠٠ هـ/ ٧٤١ - ٨١٥ م) صاحب التفسير المعروف الذى يعد أول أثر هام للتفاسير الإسلامية، وأسد بن الفرات (حوالى ١٤٢ - ٢١٣ هـ/ ٧٥٩ - ٨٢٨ م)، والفقيه سحنون (حوالى ١٦٠ - ٢٤٠ هـ = ٧٧٧ - ٨٥٤ م) الذى كان بلا شك أعظم رجال ذلك العصر والذى أصبح كتابه الموسوم بالمدونة مرجعا دينيا لرجال القيروان، وقد حضر دروسه العديد من الطلاب ومن بينهم طلاب من الأندلس، ونعرف ما لا يقل عن ٥٧ طالبا قاموا بنشر تعاليمه. هذا ولم يبق لدينا أى من الأعمال الكبيرة فى مجال فقه اللغة وإن كان أبو بكر الزبيرى قد أفرد لها أحد فصول كتابه المسمى طبقات النحويين واللغويين. كذلك برزت فى مجال الطب أسماء لامعة مثل زياد بن خلفون وإسحاق بن عمران وإسحاق بن سليمان وقد ترجمت أعمالهم إلى اللاتينية على يد قنسطنطين الإفريقى فى القرن ٥ هـ/ ١١ م ودرست فى سالرنو. ولم يكن عهد الفاطميين الشيعة مفضلا بكل تأكيد لهذه القلعة السنية، وقد ادعت قبيلة كتامة المنتصرة أن من حقها سلب تلك المدينة الغنية كمكافأة لجهودهم. [وعلى الرغم من إنشاء مدينة منافسة لها، وهى صبرة - المنصورية (٣٣٦ هـ/ ٩٤٧ - ٩٤٨ م) والتى كان مقدرًا أن ينتقل النشاط التجارى إليها إلا أن القيروان حافظت على ازدهارها واستطاعت أن تتغلب على بعض الكوارث الطبيعية مثل الزلازل (كزلزال سنة ٢٩٩ هـ/ ٩١١ - ٩١٢ م) وحريق الأسواق (فى ذى الحجة ٣٠٦ هـ/ ١٧ مايو ٩١٩ م) والمجاعة (التى حدثت فى ٣٠٨ هـ/ ٩٢٠ - ٩٢١ م) ووباء (٣١٧ هـ/ ٩٢٩ م).

وقد ساهم الخليفة الفاطمى المعز فى مشكلة إمداد المدينة بالمياه وذلك عن طريق نظام القنوات المشيدة التى تصل إليها المياه من الجبل وتصب فى الخزانات بعد مرورها بقصره فى