قاموا بفتنة لم تعم طويلا ولكنها كانت خطيرة، فى عام ١٤١ هـ/ ٧٥٨ م، وكانوا ينادون بفكرة تجسد الإله فى شخص الحاكم.
وقد كان يستمد العون الرئيسى من الخراسانية الذين شكلوا الجيش الذى أطاح بالأمويين، والذين أصبحوا الآن جماعة عسكرية ذات امتيازات، وقد كان حكام خراسان دائما يختارون من بينهم، كما كانوا يعنيون فى مناصب مهمة فى أجزاء أخرى من الخلافة -وقد أنشئت فى العراق المدن الحامية (العسكرية) من أجلهم فى بغداد والرقة. كما اعتمد المنصور كثيرا على أفراد من عائلته.
وكانوا كثيرا ما يتولون إدارة أعمال مهمة فى العراق، وفى النصف الغربى من الخلافة، دولة العباسية وكاد بعضهم، مثل سليمان بن على فى البصرة، وصالح بن على فى سوريا يؤسسون عائلات فرعية تتمتع بما يشبه الحكم الذاتى. كما أن الزعماء السوريين الذين اتصل بهم الخليفة فى أثناء حكم السفاح، قد أصبحوا أيضًا مصدرا مهما للعون والتأييد وعلى الأخص فى خلال الانتفاضة العلوية فى عام ١٤٥ هـ/ ٧٦٢ - ٧٦٣ م. ثم أن المنصور قام أيضًا بتجنيد بعض زعماء الطائفة اليمنية فى الدولة الأموية، وخصوصا أسرة المهلبى الذين أعطاهم الخليفة محافظات فى مصر وأفريقيا وأذريبجان، بالإضافة إلى موطنهم البصرة. . وقد كان هذا الائتلاف ذو القاعدة العريضة من المؤيدين يعنى أن الخليفة يتمتع باستقلال سياسى قوى فى داخل النظام.
إذ لم يكن يعتمد على جماعة واحدة بعينها؛ كى أن هذا الائتلاف ضمن قاعدة عريضة من التأييد للنظام.
وبقيت حكومة خراسان مشكلة، وأدت مطالبها بأن تستقل ذاتيًا إلى عديد من الثورات. وبعد ثورة "عبد الجبار الأزدى" فى عام ١٤٠ هـ/ ٧٥٧ - ٥٨٠ م حل المنصور مشكلات الأقليم بأن بعث بابنه محمد -الخليفة المهدى فيما بعد- إلى "الرى" نائبًا عنه