للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المناصب التي كانت له في دمشق، ومات في الموصل في طريقه إلى بغداد سفيرًا للملك الكامل. وفي عام ٥٩٣ هـ (١١٩٦ م) ذهب أخوه الأصغر، تاج الدين أبو محمَّد عبد الله (٥٧٢ - ٦٤٢ هـ = ١١٧٧ - ١٢٤٤ م) إلى المغرب، والتحق بخدمة السلطانين الموحديين المنصور يعقوب) ٥٨٠ - ٥٩٥ هـ = ١١٨٤ - ١١٩٨ م) والناصر محمَّد (٥٩٥ - ٦١٠ هـ = ١١٩٨ - ١٢١٣ م) سبع سنوات في وظيفة عسكرية، وبعد رجوعه استقر في دمشق، ونهج نهج أبيه وأخيه، فعمل مفتشًا على معاهد الصوفية في دمشق، وألف عدة كتب في التاريخ: لم يبق منها غير عناوينها، ورأى ابن خَلكَان في دمشق في سنة ٦٦٨ هـ (١٢٦٩ م) نسخة بخط يده لأحد كتبه عن الأندلس (ابن خَلكِّان: رقم ٨٣٩ , ترجمة "ده سلان"، جـ ٤، ص ٣٣٧).

وتقوم شهرة هذه الأسرة على أولاد صدر الدين الأربعة، وخاصة على فخر الدين يوسف؛ وقد ولد فخر الدين حوالي ٥٨٠ هـ- ١١٨٤٠ م)، وانخرط في سلك السياسة، وأرسلة الكامل مبعوثا له لدى الخليفة عام ٦١٤ هـ (١٢١٧ م) ونال الشهرة لبراعته في السياسة، فقد قام بالسفارة للكامل لدى بلاط فردريك الثاني، الإمبراطور الهوهنشتاوفنى - Ho hinstaufen من عام ٦٢٤ هـ (١٢٢٩ م) حتى إبرام معاهدة أورشليم في ١٨ من فبراير سنة ١٢٢٩ م، وقد أصبح فخر الدين خلال هذه الفترة صديقا للإمبراطور وأخذ الإمبراطور يناقشه حتى في أمور لا تمت للسياسة، وكتب له رسالتين بعد عودته إلى إيطاليا (ابن نظيف الحموى: تاريخ المنصورى، نشره Bibl. Sic App.: M.Amari, جـ ٢، ص ٢٥). وشغل فخر الدين عدة مناصب رفيعة في الفترة الأخيرة من حكم الملك الكامل، وكان عضوًا في مجلس الوصاية في دمشق، بعد موت الملك الكامل في رجب سنة ٦٣٥ هـ (فبراير- مارس سنة ١٢٣٨ م). فلما عاد إلى القاهرة، عزله الملك العادل الثاني ابن الكامل (٦٣٥ - ٧٣٧ هـ = ١٢٣٨ - ١٢٤٠ م) رغم جليل خدماته، بل وزج به في السجن. وبقى مقصيًا عن الخدمة حتى عام ٦٤٣ هـ