للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بلاد فارس في ذلك العهد أصبحت بلدًا إسلاميًا، ولما لم يكن في هذه البلاد تأريخ ثابت وإنما كان التأريخ يتغير بتغير عهد كل ملك، وأن سلسلة تعاقب ملوك فارس قد انتهت حلقاتها بيزدجرد الثالث فقد استمر حساب السنين من عهد هذا الملك (٦٣٢ م) ونشأ عن هذا تأريخ يزدجرد الذي سمى باسم هذا الملك الذي دالت في عهذه دولة فارس.

ويبدأ هذا التاريخ بيوم الثلاثاء ١٦ يونية سنة ٦٣٢ الموافق لليوم الـ ١.٩٥٢.٠٦٣ من التقويم اليوليوسى في رواية سخرم Schram. واليوم الـ ٣.٦٢٣ أو ٣.٦٢٤ من الهجرة (انظر. Ginel، جـ ١، الفصل ٦٩، الكشاف، تأريخ يزدجرد، رقم ٤). وإذ لم يكن هناك كبس في القرون الأولى من تأريخ يزدجرد فقد ظلت أيام النسئ تلحق في موضعها قبل شهر آبان من السنة المتنقلة. وينبغى توصلا إلى حساب التواريخ بمقتضى هذا التقويم أن نعرف ما هو الموضع الذي أدرج المؤلف فيه أيام النسئ. وقد جاء الكبس في كتاب سخرم Schram الموسوم بـ Kalendario graphischen Tafeln تاليًا شهر إسفندارمذ كما جاء تاليًا شهر آبان.

وقد نتج عما ذكرناه من العدول عن الكبس أن اليوم الأول من السنة الجديدة لتأريخ يزدجرد ظل على الدوام في تأخر، ولهذا أمر السلطان جلال الدين ملكشاه بن آلب أرسلان بإصلاح هذا التقويم (انظر في هذا الشأن مادة "جلالي") وبناء على ما ورد في كشاف اصطلاحات الفنون (Dict. of Techn. Terms, رقم ٥) يكون هذا التأريخ موافقًا ليوم الجمعة ١٨ فروردين من التقويم القديم، وهو يوافق اليوم الـ ١٦٣.١٧٣ من تاريخ يزدجرد. وقد حسب ذلك فوجد أنه يوافق فروردين الأول من التقويم الجديد. وهذا التأريخ يوافق ١٠ رمضان عام ٤٧١ (١٥ مارس سنة ١٠٧٩، انظر Ginzel، جـ ١، فصل ٧٠). ومن هذا الحين أخذوا يكبسون يومًا سادسًا كل أربع سنوات مع إغفال سنة بين آن وآخر.

وقد أدخل الإيلخان غازان محمود

على هذا التقويم إصلاحًا جديدًا. ويروي كنزل (Ginzel؛ جـ ١، ص ٣٠٤) أن الفضل في معرفة بداية