للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الوسطى ضيقة واهنة فجددها ووسعها (ابن الأثير، جـ ٨، ص ٥٥٨؛ ابن الجوزي: المنتظم، جـ ٧، ص ١١٤؛ مسكويه، جـ ٢، ص ٤٠٤ - ٤٠٦). وشيد عام ٣٧٢ هـ (٩٨٢ م) البيمارستان العضدى، وعين له الأطباء والمشرفين وأمناء المخازن، وزوده بكميات كبيرة من الأدوية والأشربة والآلات والأثاث. وحبست عليه الأوقاف للإنفاق منها على صيانته (ابن الجوزي: المنتظم، جـ ٧، ص ١١٢ - ١١٤).

ومع ذلك فإن بغداد تدهورت في عهد بنى بويه (التنوخى: نشوار المحاضرة، جـ ١، ص ٦٦، وفيه يقول إن بغداد انكمشت عام ٣٤٥ هـ الموافق ٩٥٦ م إلى عشر ما كان عليه حجمها في عهد المقتدر). وأهملت مدينة المنصور ولم يعد فيها حياة وقتذاك (المقدسي، ص ١٢٠). وكان معظم الأحياء في غربي بغداد على هيئة زرية، كما كانت قد تقلصت، . وكانت الكرخ أعظم الأحياء ازدهارًا في غربي بغداد، وفيها كان التجار يتخذون حوانيت للتجارة. ولهذا فإن الجانب الغربي عرف آنئذ باسم الكرخ (ابن حوقل، جـ ١، ص ٢٤١ - ٢٤٢؛ المقدسي، ص ١٢٠).

وأما الجانب الشرقي من المدينة فكان أكثر ازدهارًا، وكان الكبراء يقيمون فيه عادة (انظر ابن حوقل، ص ٢٤٠). وكانت المناطق المزدهرة في هذا الجانب هي باب الطاق حيث السوق الكبرى ودار الإمارة في المُخرَم وقصور الخليفة في الطرف الجنوبي (انظر المقدسي، ص ١٢٠؛ ابن حوقل، جـ ١، ص ٢٤٠ - ١٤١؛ الإصطخر ى، ص ٨٤). ووصلت بعض الدور الصغيرة الشأن إلى كلواذَى. ورأى ابن حوقل أربعة مساجد جامعة هي: مسجد المنصور، ومسجد الرصافة، ومسجد براثا، ومسجد دار السلطان (ص ٢٤١). ثم أصبح مسجد القطيعة ومسجد الحربية عام ٣٧٩ هـ (٩٨٩ م) وعام ٣٨٣ هـ (٩٩٣ م) مسجدين جامعين (ابن الجوزي: المنتظم، جـ ٧، ص ٦٧١؛ الخطيب البغدادي، ص ٥٣ - ٥٤؛ ابن الجوزي: المناقب، ص ٢١ - ٢٢؛ ابن الأثير، جـ ٩، ص ٤٨).