للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وشاهد ابن حوقل قنطرتين، إحداهما في حالة سيئة (جـ ١، ص ٢٤١). ويبدو أنه كانت هناك ثلاث قناطر في عهد معز الدولة، إحداهما عند باب الشماسية (قرب قصره) والثانية عند باب الطاق والثالثة عند سوق الثلاثاء، ونقلت الأولى إلى باب الطاق، وأصبح هناك قنطرتان، ثم ساءت حال إحداهما (انظر ابن الجوزي: المناقب ص ٢٠).

وعانت بغداد كثيرًا من شغب العامة، ومن الخلافات الطائفية التي شجعها بنو بويه، ومن العيارين. وتتحدث مصادرنا كثيرًا عن جهل العامة واستعدادهم لتلبية أي دعوة، وفطرتهم الخيّرة وعدم احترامهم للقانون (انظر المسعودى، جـ ٥، ص ٨١، ٨٢ - ٨٣، ٨٥ - ٨٧؛ الغزالى: فضائح، ص ٥٣؛ ابن الجوزي. المناقب، ص ٣١ - ٣٢؛ البغدادي: الفرق، ص ١٤١). وفي عام ٢٧٩ هـ (٨٩٢ م) حظر المعتضد على القصّاص والعرّافين أن يجلسوا في الطرقات أو في المساجد ومنع الناس من أن يتجمعوا حولهم أو أن يدخلوا معهم في جدل (ابن الجوزي: المنتظم، جـ ٥، ص ١٢٢، ١٧١).

وكان الحنابلة مصدر القلاقل قبل عهد بنى بويه، فقد حاولوا في بعض الأوقات أن يهذبوا الأخلاق بالقوة (انظر ابن الأثير، جـ ٨، ص ٩٢٢ - ٢٣٠ - ٨٤ - ٨٥، ١٥٧ - ١٥٨؛ الصولى: الراضى، ص ١٩٨). وازدادت في هذه الفترة الاضطرابات الطائفية، وتسببت في كثير من الخسارة في الأموال والأرواح. وأعلن بنو بويه أن العاشر من المحرم يعد يوم حداد عام وأمروا بإغلاق الأسواق، وشجعوا العامة على السير في مواكب مع النساء وهم يلطمون وجوههم (انظر ابن الجوزي، جـ ٧، ص ١٥). ومن جهة أخرى جُعل الغدير في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة عيدًا تقام فيه الاحتفالات. وأدى هذا إلى أن يختار أهل السنة يومين مختلفين، يقع كل منهما بعد ثمانية أيام من اليومين المذكورين، (انظر ابن الأثير، جـ ٩، ص ١١٠). وأصبح من الحوادث المألوفة في هذا العصر، نشوب معارك بين الشيعة وأهل السنة، ابتداء من عام ٣٣٨ هـ (٩٤٩ م) حين تعرضت الكرخ للسلب والنهب (ابن الجوزي: المنتظم، جـ ٦، ص ٣٦٣).