للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أما ما ورد فى القرآن من هذه الألفاظ، فهى كلمات "دهر" بمعنى الدهر المهلك، وبمعنى الزمان المتطاول الذى ليس له حدود (١)، وكلمة "أبد" فى صيغة ظرف الزمان أو الوصف الدال على الامتداد الزمانى فى المستقبل، وكلمة "حين" بمعنى القسم من الدهر، وبمعنى الوقت والوقت المحدد، وفى صيغة ظرف الزمان (٢)، وكلمة "الآن" لفعل المرتبط بها (٣)، وكلمة "السرمد" بمعنى الدوام فى المستقبل (٤)، وكلمة "الخلد" بالمعنى نفسه (٥)، وكلمة "المدة" و"الأجل" بمعنى المدة المحددة أو نهايتها (٦)، وكلمة "وقت" فى صيغ كثيرة ومع تمييزات دقيقة فى المعنى. وكلمات أخرى دالة على الزمان مثل اليوم والساعة والأمد، والفعل الدال على المدة أو الامتداد فى الزمان. وهذا كله مما يوجد فى القرآن يحتاج إلى دراسة قائمة بذاتها، وخصوصًا إذا انضم لذلك ما ورد فى الحديث الشريف من هذه الكلمات، فأما الكلمات التى قدر لها أن تغلب فى الاصطلاح الفلسفى من حيث الدلالة على الامتداد الزمانى أو على معنى هذا الامتداد بحسب التصورات المختلفة له، فهى كلمة: الدهر والزمان والمدة (عند البعض)، وهى موجودة في القرآن، عدا كلمة "زمان" فهى لا ترد فيه بأى صيغة من صيغها، أما كلمة الوقت فقد صارت اصطلاحا عند الصوفية.

أما فيما يتعلق بكلمة الدهر فيجب الرجوع إلى معناها عند العرب قبل الإسلام. ولو نظرنا فى جملة النصوص المأثورة عن العرب الجاهليين لوجدنا أن فكرة الدهر كانت قديمة عندهم، وهى عند الشعراء مفهوم شعرى يستعينون به فى الدلالة على مجرى الحوادث


(١) سورة (الجاثية)، آية ٢٤؛ وسورة الانسان آية ١.
(٢) سورة الإنسان، آية ١، سورة (القصص)، آية ١٥؛ وسورة (البقرة) آية ٣٦ وسورة (إبراهيم)، آية ٢٥، وسورة (المائدة) آية ١٠١؛ وسورة (هود) آية ٥، وسورة (الواقعة)، آية ٨٤.
(٣) سورة (البقرة) آية ٧١ سورة (النساء) آية ١٨؛ سورة (الحديد) آية ١٦.
(٤) سورة (القصص) آية ٧١، ٧٢.
(٥) مثل سورة (يونس) آية ٥٢.
(٦) سورة (التوبة) آية ٤، وسورة الأعراف آية ٢٤؛ وسورة (القصص) آية ٢٨، ٢٩.