اى تمتع وانتفاع إِلى حِينٍ هو حين انقضاء آجالهم فاغتم آدم وظن انه لا يرجع الجنة قالَ الله تعالى فِيها تَحْيَوْنَ اى فى الأرض تعيشون وَفِيها تَمُوتُونَ وتقبرون وَمِنْها تُخْرَجُونَ للجزاء فعلم آدم من مضمون هذا الخطاب انه يعود الى الجنة فصار متسليا بفضل الله تعالى ووعده قال الامام القشيري ونعم ما قال أصبح آدم عليه السلام محسود الملائكة مسجودا لكافتهم على رأسه تاج الوصلة وعلى جسده لباس الكرامة وفى وسطه نطاق القربة وفى جيده قلادة الزلفى لا أحد من المخلوق فوقه من الرتبة ولا شخص مثله فى الرفعة يتوالى عليه النداء كل لحظة يا آدم فلم يمس حتى نزع عنه لباسه وسلب استئناسه وتبدل مكانه وتشوش زمانه فاذا كان شؤم معصية واحدة على من أكرمه الله بكل كرامة هكذا فكيف شؤم المعاصي الكثيرة علينا انتهى: قال الحافظ
چهـ كونه دعوىء وصلت كنم بجان كه شدست ... هم وكيل قضا ودلم ضمان فراق
وقضاء الله تعالى يجرى على كل أحد نبيا كان او وليا
نه من از پرده تقوى پدر افتادم وبس ... پدرم نيز بهشت ابد از دست بهشت
واعلم ان آدم تناول من شجرة المحبة حقيقة فوقع فى شبكة المحنة وامر بالصبر على الهجر ووعد بالوجد بعد الفقد فكان ما كان من الترقيات المعنوية بعد التنزلات الصورية
مقام عيش ميسر نمى شود بي رنج ... بلى بحكم بلا بسته اند حكم الست
وشجرة العلم المجرد منهى عن ان يقربها أحد بدون المكاشفة والمشاهدة والمعاينة فان صاحبه محجوب ومحروم من لذات ثمرات الحقيقة فلتكن المشاهدة همته من أول امره الى ان يصل الى ذروة الكمال قبل مجيىء الآجال فان فاجأه الموت وهو فى الطريق فالله تعالى يوصله الى مطلبه ولو فى البرزخ. وايضا لا ينبغى لاحد ان يقرب من شجرة التدبير فان التقدير كاف لكل غنى وفقير ألا ترى الى قيام الصلاة فانه اشارة الى التقدير الأزلي وهو التفويض. والركوع اشارة الى التدبير الابدى وهو التسليم. والسجدة أشار الى الفناء الكلى عنهما إذ كما لا بد من التخلق بمثل هذه الصفات لا بد من الفناء عنها فى غاية الغايات قال تعالى فِيها تَحْيَوْنَ اى فى المحبة وصدق الطلب وقرع باب الفرج بالصبر والثبات على العبودية وفى طلب الحق تموتون على جادة الشريعة باقدام الطريقة ومنها تخرجون الى عالم الحقيقة يدل عليه قوله عليه السلام (كما تعيشون تموتون وكما تموتون تبعثون)
بكوش خواجه واز عشق بي نصيب مباش ... كه بنده را نخرد كس بعيب بي هنرى
يا بَنِي آدَمَ خطاب للناس كافة- روى- ان العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة ويقولون لا نطوف فى ثياب عصينا الله فيها فنزلت الى آخر الآيات الثلاث قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً اى خلقناه لكم بانزال سببه من السماء وهو ماء المطر فما تنبته الأرض من القطن والكتان من ماء السماء وما يكون من الكسوة من أصواف الانعام فقوام الانعام ايضا من ماء السماء واعلم ان السماء فاعلة والأرض قابلة والحوادث الارضية منسوبة الى السماء فكل ما فى الأرض انما هو