والظاهر أن على الأرائك متعلق بمتكئين لان الاتكاء يتعدى بعلى اى مستقرين متمكنين على الأرائك كقوله متكئين على فرش ولا يبعد أن يتعلق بمقدر ويكون حالا من ضمير متكئين اى متكئين فيها على الوسائد او غيرها مستقرين على الأرائك فيكون الاتكاء بمعنى الاعتماد لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً اى حرارة ولا برودة كما يرون فى الدنيا لان الحرارة غالبة على ارض العرب والبرودة على ارض على ارض العجم والروم وهو حال ثانية من الضمير اى يمر عليهم هواء معتدل لا حار ولا بارد مؤذ يعنى ان قوله لا يرون إلخ كناية عن هذا المعنى والزمهرير شدة البرد واز مهر اليوم اشتد برده وفى الحديث هواء الجنة سجسج لا حرفيه ولا قر اى معتدل لا حرفيه ولا برد فان القر بالضم البرد وفى الخبر عن النبي عليه السلام انه قال اشتكت النار الى ربها فقالت أكل بعضى بعضا فنفسنى فاذن لها فى كل عام بنفسين نفس فى الشتاء ونفس فى الصيف فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم وأشد ما تجدون من الحر من حرها وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال فبينما اهل الجنة فى الجنة إذ رأوا ضوأ كضوء الشمس وقد أشرقت الجنان له فيقول اهل الجنة يا رضوان قال ربنا عز وجل لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فيقول لهم رضوان ليست هذه بشمس ولا قمر ولكن هذه فاطمة وعلى رضى الله عنهما ضحكا ضحكا أشرقت الجنان من نور ضحكهما وفيهما انزل الله تعالى هل أتى على الإنسان حين من الدهر الى قوله وكان سعيكم مشكورا قال القاشاني لا يرون فى جنة الذات شمس حرارة الشوق إليها مع الحرمان ولا زمهرير برودة الوقوف مع الأكوان فان الوقوف مع الكون برد قاسر وثقل عاصر وفى التأويلات النجمية لا يرون فى جنة الوصال حر شمس المشاهدة المفنى للمشاهد بحيث لا يجد لذة الشهود لان سطوة المشاهدة تفنى المشاهد بالكلية فلا يجد لذة الشهود من المحبوب المعبود والى هذا المعنى أشار النبي عليه السلام فى دعائه اللهم ارزقنا لذة مشاهدتك لا زمهرير برد الحجاب والاستتار وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها عطف على ما قبلها حال مثلها والظلال جمع ظل بالكسر نقيض الضح وظلالها فاعل دانية من الدنو بمعنى القرب اما بحسب الجانب او بحسب السمك والضمير الى الجنة او أشجارها ومعناه ان ظلال الأشجار فى الجنة قربت من الأبرار من جوانبهم حتى صارت الأشجار بمنزلة المظلة عليهم وان كان لاشمس فيها مؤذية لتظلهم منها فقيه بيان لزيادة نعيمهم وكمال راحتهم فان الظل فى الدنيا للراحة وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا اى سخرت ثمارها لمتناوليها وسهل أخذها للقائم والقاعد والمضطجع تمام التسخير والتسهيل من الذل بالكسر وهو ضد الصعوبة والجملة حال من دانية اى تدنو ظلالها عليهم مذللة لهم قطوفها او معطوفة على دانية اى دانية عليهم ظلالها ومذللة قطوفها وهو جمع قطف بكسر القاف بمعنى العنقود وقطفت العنب قطعته وسمى العنقود قطفا لانه يقطف ويقطع وقت الإدراك وَيُطافُ يدر من طاف بمعنى دار والطواف والاطافة كلاهما لازم بالفارسية كرد چيزى بكشتن. وانما جاءب التعدية هنا من الباء فى بآنية عَلَيْهِمْ