وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ينجرها وهى حكاية حال ماضية لاستحضار صورتها العجيبة وَكُلَّما اى يصنعها والحال انه كلما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ اشراف ورؤساء مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ استهزؤا به لعمله السفينة اما لانهم ما كانوا يعرفونها ولا كيفية استعمالها والانتفاع بها فقالوا يا نوح ما تصنع قال اصنع بيتا يمشى على الماء فتعجبوا من قوله وسخروا منه واما لانه كان يصنعها فى برية بهماء فى ابعد موضع من الماء فى وقت عزته عزة شديدة وكانوا يتضاحكون ويقولون يا نوح صرت نجارا بعد ما كنت نبيا ويقولون أتجعل للماء إكافا فاين الماء او لانه كان ينذرهم الغرق فلما طال مكثه فيهم ولم يشاهدوا منه عينا ولا اثرا عدوه من باب المحال ثم لما رأوا اشتغاله بأسباب الخلاص من ذلك فعلوا ما فعلوا ومدارا الجميع انكار ان يكون لعمله عاقبة حميدة مع ما فيه من تحمل المشاق العظيمة
من اگر نيكم وبد تو برو وخود را باش ... هر كسى آن درود عاقبت كار كه كشت
قوله كلما ظرف وما مصدرية ظرفية تقديره وكل وقت مرور سخروا منه والعامل سخروا منه قالَ استئناف كأن سائلا سأل فقال فما صنع نوح عند بلوغ اذاهم الغاية فقيل قال إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا [اگر سخريه وأفسوس ميكنيد با ما] فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ سخرية مثل سخريتكم إذا وقع عليكم الغرق فى الدنيا والحرق فى الآخرة قال المولى ابو السعود رحمه الله اى نعاملكم معاملة من يفعل ذلك لان نفس السخرية مما لا يكاد يليق بمنصب النبوة انتهى يقول الفقير المقصود من هذه السخرية إصابة جزاء السخرية وكل أحد انما يجازى من جنس عمله لا من خلاف جنسه ألا ترى الى قوله تعالى فى حق الصائمين كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ فانه يقال لهم يوم القيامة كلوا يا من جوعوا بطونهم واشربوا يا من عطشوا أكبادهم ولا يقال كلوا يا من قطعوا الليل واشربوا يا من ثبتوا يوم الزحف إذ ليس فيه المناسبة بين العمل وجزائه فالآية نظير قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ألا ترى الى ما قال فى الجزاء فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ثم تمم بقوله هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ وفى الآية اشارة الى ان اهل النفس وتابعي هواها يستهزئون بمن يستعمل اركان الشريعة الظاهرة ويضحكون منهم فى اتعابهم بها نفوسهم إذ هم بمعزل عن اسرارها وأنوارها فان سخروا منهم بجهلهم لفائدة هذه السفينة فسوف يسخر بهم من ركبها إذ نجوا وهلكوا قال شيخنا العلامة أبقاه الله بالسلامة فكما ان العالم الغير العامل والجاهل الغير العامل سواء فى كونهما مطروحين عن باب الله تعالى فكذلك العارف الغير العامل والغافل الغير العامل سواء فى كونهما مردودين عن باب الله تعالى لان مجرد العلم والمعرفة ليس سبب القبول والفلاح ما لم يقارن العمل بالكتاب والسنة بل كون مجرد هما سبب الفلاح مذهب الحكماء الغير الاسلامية فلا بد معهما من العمل حتى يكونا سببا للنجاة كما هو مذهب اهل السنة والحكماء الاسلامية انتهى كلامه المقبول المفيد
كارى كنيم ور نه حجالت برآورد ... روزى كه رخت جان بجهان دگر كشيم