وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ اى ودم على التسبيح ملتبسا مقرونا وبحمده تعالى او على قوله سبحان الله وبحمده فالمقصود من ذكر العشى والابكار الدلالة على المداومة عليهما فى جميع الأوقات بناء على ان الابكار عبارة عن أول النهار الى نصفه والعشى عبارة عن نصف النهار الى أول النهار من اليوم الثاني فيدخل فيهما كل الأوقات وفى الآية اشارة الى قلب الطالب الصادق بالتصبر على أذى النفس والهوى والشيطان ان وعد الله حق فى نصرة القلب المجاهد مع كافر النفس وظفره عليها واستغفر لذنبك ايها القلب اى مما سرى إليك من صفات النفس وتخلقت باخلاقها فاستغفر لهذا الذنب فانه صدأ مرءاة القلب ودم عل الطاعات وملازمة الاذكار فانه تصفو مرءاة القلب عن صدأ الأخلاق الذميمة قالوا ظاهر البدن من عالم الشهادة والقلب من عالم الملكوت وكما ينحدر من معارف القلب آثار الى الجوارح كذلك قد يرتفع من احوال الجوارح التي هى من عالم الشهادة آثار الى القلب فاذا لا بد من الاشتغال بظواهر الأعمال إصلاحا للحال وتنويرا وتصفية للبال فمن ليس له فى الدنيا شغل وقد ترك الدنيا على أهلها فما له لا يتنعم بخدمة الله تعالى فيلزم ان يديم العمل لله من غير فتور اما ظاهرا او باطنا قلبا وقالبا والا فباطنا وترتيب ذلك أنه يصلى مادام منشرحا والنفس مجيبة فان سئم تنزل من الصلاة الى التلاوة فان مجرد التلاوة أخف على النفس من الصلاة فان سئم التلاوة ايضا يذكر الله بالقلب واللسان فهو أخف من القراءة فان سئم الذكر ايضا يدع ذكر اللسان ويلازم المراقبة والمراقبة علم القلب بنظر الله تعالى اليه فما دام هذا العلم ملازما للقلب فهو مراقب والمراقبة عين الذكر وأفضله وان عجز عن ذلك ايضا وتملكته الوساوس وتزاحم فى باطنه حديث النفس فلينم وفى النوم السلامة وإلا فكثرة حديث النفس تقسى القلب ككثرة الكلام لأنه كلام من غير لسان فيحترز من ذلك فيقيد الباطن بالمراقبة والرعاية كما يقيد الظاهر بالعمل وانواع الذكر والتسبيح وبداوم الإقبال على الله ودوام الذكر بالقلب واللسان يرتقى القلب الى ذكر الذات ويصير حينئذ بمثابة العرش فالعرش قلب الكائنات فى عالم الخلق والحكمة والقلب عرش فى عالم الأمر والقدرة فاذا اكتحل القلب بنور ذكر الذات وصار بحرا مواجا من نسيمات القرب جرى فى جداول اخلاق النفس صفاء النعوت والصفات وتحقق التخلق بأخلاق الله تعالى
غير ذكر خدا چهـ سر چهـ جهر ... نيست دلرا نصيب وجانرا بهر
نور حق چون ز دل ظهور كند ... ظلمت تن چهـ شر وشور كند
وفى الحديث رأيت رجلا من أمتي يتقى وهج النار وشررها عن وجهه بيده فجاءته صدقته فصارت سترا على وجهه ورأيت رجلا من أمتي جاثيا على ركبتيه بينه وبين الله حجاب فجاء حسن خلقه وأخذ بيده وادخله على الله ورأيت رجلا من أمتي غلقت أبواب الجنة له فجاءت شهادة ان لا اله الا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة جعلنا الله وإياكم من اهل الأخلاق والأحوال وصالحات الأعمال إِنَّ الَّذِينَ آورده اند كه كفار مكه در باب قرآن وبعث مجادله ميكردند كه قرآن سخن خدا نيست نعوذ بالله وبعث محالست حق