الحرير الذي كان عادة العجم والأرائك التي كانت عادة اشراف اليمن ولا شىء أحب الى العرب من الغداء والعشاء قال فى التأويلات النجمية وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها من رؤية الله تعالى بُكْرَةً وَعَشِيًّا كما جاء فى الخبر (وأكرمهم على الله من ينظر الى وجهه غدوة وعشيا) انتهى تِلْكَ اشارة الى الجنة المذكورة المتقدمة يريد تلك التي بلغك وصفها وسمعت بذكرها الْجَنَّةُ قال فى الإرشاد مبتدأ وخبر جيى به لتعظيم شأن الجنة وتعيين أهلها ويجوز ان يكون الجنة صفة للمبتدأ الذي هو اسم الاشارة وخبره قوله الَّتِي نُورِثُ اى نورثها ونعطيها بغير اختيار الوارث مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا مجتنبا عن الشرك والمعاصي مطيعا لله اى نبقيها عليهم بتقواهم ونمتعهم بها كما نبقى على الوارث مال مورثه ونمتعه به قال فى الاسئلة المقحمة كيف قال نورث والميراث ما انتقل من شخص الى شخص والجواب ان هذا على وجه التشبيه أراد ان الأعمال سبب لها كالنسب ملك بلا كسب ولا تكلف وكذا الجنة عطاء من الله ورحمة منه خلافا للقدرية انتهى والوراثة أقوى ما يستعمل فى التملك والاستحقاق من حيث انها لا تعقب بفسخ ولا استرجاع ولا ابطال ولا إسقاط قال فى الأشباه لو قال الوراث تركت حقى بطل حقه انتهى وقيل يورث المتقون من الجنة المساكن التي كانت لاهل النار لو آمنوا وأطاعوا زيادة فى كرامتهم قال المولى الفنارى فى تفسير الفاتحة اعلم ان الجنات ثلاث الاولى جنة اختصاص الهى وهى التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا حد العمل وحدهم من أول ما يولد الى ان يستهل صارخا الى انقضاء ستة أعوام ويعطى الله من شاء من عباده من جنات الاختصاص ما شاء ومن أهلها المجانين الذين ما عقلوا ومن أهلها اهل التوحيد العلمي ومن أهلها اهل الفترات ومن لم تصل إليهم دعوة رسول والجنة الثانية جنة ميراث ينالها كل من دخل الجنة ممن ذكرنا من المؤمنين وهى الأماكن التي كانت معينة لاهل النار لو دخلوها والجنة الثالثة جنة الأعمال وهى التي ينزل الناس فيها بأعمالهم فمن كان أفضل من غيره فى وجوه التفاضل كان له من الجنة اكثر سواء كان الفاضل بهذه الحال دون المفضول او لم يكن فما من عمل الا وله جنة يقع التفاضل فيها بين أصحابها ورد فى الحديث الصحيح عن النبي عليه السلام انه قال لبلال (يا بلال بم سبقتنى الى الجنة فما وطئت منها موضعا الا سمعت خشخشتك امامى) فقال يا رسول الله ما أحدثت قط الا توضأت وما توضأت الا صليت ركعتين فقال رسول الله عليه السلام (بهما) فعلمنا انها كانت جنة مخصوصة بهذا العمل فما من فريضة ولا نافلة ولا فعل خير ولا ترك محرم ومكروه الا وله جنة مخصوصة ونعيم خاص يناله من دخلها ومن الناس من يجمع فى الزمن الواحد أعمالا كثيرة فيصرف سمعه وبصره ويده فيما ينبغى فى زمان صومه وصدقته بل فى زمان صلاته فى زمان ذكره فى زمان نيته من فعل وترك فيؤجر فى الزمن الواحد من وجوه كثيرة فيفضل غيره ممن ليس له ذلك نسأل الله تعالى ان يجعلنا من اهل الطاعة وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ قال مجاهد ابطأ الملك على رسول الله عليه السلام ثم أتاه فقال له عليه السلام (ما حبسك يا جبرائيل) قال وكيف آتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ولا تأخذون شواربكم ولا تنقون براجمكم ولا تستاكون ثم قرأ