الأكبر وهو عذاب الآخرة واما العذاب الأصغر فهو عذاب الدنيا وعذاب البرزخ فانه يصغر بالنسبة الى عذاب الآخرة قال بعض الحكماء علامة الشقاوة أشياء كثيرة الاكل والشرب والنوم والإصرار على الذنب وقساوة القلب وكثرة الذنب ونسيان الرب والوقوف بين يدى الملك الجبار فهذا هو الأشقى الذي يدخل النار الكبرى وفى التأويلات النجمية النار ناارن نار حجاب الدنيا بالاشتغال بالشهوات والذات وهى الصغرى ونار حجاب الآخرة وهو الابتلاء بالخذلان والخسران والطرد والهجران كما قال تعالى ومن كان فى هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا لفوات الاستعداد وقال القاشاني النار الكبرى هى نار الحجاب عن الرب بالشرك والوقوف مع الغير ونار القهر فى مقام الصفات ونار الغضب والسخط فى مقام الافعال ونار جهنم الآثار فى المواقف الاربعة من موقف الملك والملكوت والجبروت وحضرة اللاهوت أبد الآبدين فما اكبر ناره ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها حتى يستريح وَلا يَحْيى حياة تنفعه كما يقال لمن ابتلى بالبلاء الشديد لا هو حى ولا هوميت وثم للتراخى من مراتب الشدة لان التردد بين الموت والحياة أفظع من نفس الصلى وقال ابن عطاء لا يموت فيستريح من غم القطعية ولا يحيى فيصل الى روح الوصلة وفى التأويلات النجمية لا يموت نفسه بالكلية ليستريح من عقوبات الحجاب والاحتجاب ولا يحيى قلبه بحياة الايمان لكونه فى دار الجزاء لا فى دار التكليف وقال القاشاني لا يموت لامتناع انعدامه ولا يحيى بالحقيقة لهلاكه الروحاني اى يتعذب دائما سرمدا فى حالة يتمنى عندها الموت وكلما احترق وهلك أعيد الى الحياة وعذب فلا يكون ميتا مطلقا ولا حيا مطلقا. يقول الفقير لا يموت لان الموت يذبح فلا موت ولا يحيى لان المغموم كالميت فيبقى فى العذاب الروحاني كما يبقى فى العذاب الجسماني قال بعض الكبار لا حياة الا عن موت ولا موت إلا عن رؤية حى فمن مات غير هذا الموت فلا يحيى ومن حى غير هذه الحياة فهى حياة حيوانية لا حياة انسانية قَدْ أَفْلَحَ اى نجا من المكروه وظفر بما يرجوه مَنْ تَزَكَّى اى تطهر من الكفر والمعاصي بتذكره واتعاظه بالذكرى او تكثر من التقوى والخشية من الزكاء وهو النماء وكلمة قد لما أن عند الاخبار بسوء حال المتجنب عن الذكرى فى الآخرة يتوقع السامع الاخبار بحسن حال المتذكر فيها وينتظره وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ بقليه ولسانه فَصَلَّى اقام الصلوات الخمس كقوله أقم الصلاة لذكرى اى كبر تكبيرة الافتتاح فصلى فالمراد بالذكر تكبيرة الافتتاح لكن لا يختص الذكر عند الحنفية بان يقول الله اكبر لعموم الذكر ودل العطف بالفاء التعقيبية على عدم دخول الكبير فى الأركان لان العطف يقتضى المغايرة بين المعطوفين قال الامام مراتب اعمال المكلف ثلاث فاولاها ازالة العقائد الفاسدة عن القلب وهى المرادة بالتزكى والثانية استحضار معرفة الله بذاته وصفاته وأسمائه وهى المرادة بالذكر لان الذكر بالقلب ليس الا المعرفة والثالثة الاشتغال بالخدمة والطاعة وهى المرادة بالصلاة فانها عبارة عن التواضع والخشوع فمن استنار قلبه بمعرفة جلال الله لا بد وأن يظهر فى جوارحه وأعضائه اثر الخضوع والخشوع قال بعضهم خلق الله وجها يصلح للسجدة وعينا تصلح للعبرة وبدنا يصلح للخدمة وقلبا يصلح للمعرفة وسرا يصلح للمحبة فاذكروا نعمة الله