احوال غيرهم وهذا تهكم بهم واشعار بان ما اجترءوا عليه من القول من وظائف من أرسل من جهته تعالى وقد جوز أن يكون ذلك من جملة قول المجرمين كأنهم قالوا ان هؤلاء لضالون وما أرسلوا علينا حافظين إنكارا لصدهم عن الشرك ودعائهم الى الإسلام وانما قيل نقلاله بالمعنى فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا اى المعهودون من الفقراء مِنَ الْكُفَّارِ المعهودين وهو الأظهر وان أمكن التعميم من الجانبين يَضْحَكُونَ حين يرونهم أذلاء مغلولين وغشيهم فنون الهوان والصغار بعد العز والكبر ورهقم ألوان العذاب بعد التنعم والترفه قال فى بعض التفاسير لعل الفاء جواب شرط مقدر كأنه قيل إذا عرفتم ما ذكر فاعلموا ان اليوم اى يوم القيامة فاللام للعهد والذين مبتدأ ومن الكفار متعلق بقوله يضحكون وحرام للوهم ان يتوهم كونه بيانا للموصول نظرا الى ظاهر الاتصال من غير تفكر فى المعنى ويضحكون خبر المبتدأ وهو ناصب اليوم لصحة المعنى عَلَى الْأَرائِكِ بر تختهاى آراسته بادر وياقوت يَنْظُرُونَ اى يضحكون منهم حال كونهم ناظرين إليهم والى ما فيهم من سوء الحال فهو حال من فاعل يضحكون هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ كلام مستأنف من قبل الله او من قبل الملائكة والاستفهام للتقرير وثوب بمعنى يثوب عبر عنه بالماضي لتحققه والتثويب والاثابة المجازاة استعمل فى المكافاة بالشر قال الراغب الانابة تستعمل فى المحبوب نحوفأ ثابهم الله بما قالوا جنات وقد قيل ذلك فى المكروه نحو فأثابكم غما بغم على الاستعارة والتثويب فى القرآن لم يجئ الا فى المكروه نحو هل ثوب إلخ انتهى وفى تاج المصادر التثويب پاداش دادن وفى تهذيب المصادر التثويب ثواب دادن وفى القاموس التثويب التعويض انتهى وهو الموافق لما فى التاج والمراد بما كانوا يفعلون استهزاؤهم بالمؤمنين وضحكهم منهم وهو صريح فى ان ضحك المؤمنين منهم فى الآخرة انما هو جزاء لضحك الكافرين منهم فى الدنيا وفيه تسلية للمؤمنين بانه سينقلب الحال ويكون الكفار مضحوكا منهم وتعظيم لهم فان اهانة الأعداء تعظيم للاولياء والله ينتقم لاوليائه من أعدائهم فانه يغضب لاوليائه كما يغضب الليث الجري لجروه ومن الله العصمة وعلم منه ان الضحك والاستهزاء والسخرية والغمز من الكبائر فالحائض فيها من المجرمين الملحقين بالمشركين نسأل الله السلامة تمت سورة المطففين بعون المعين فى السادس والعشرين من صفر الخير من سنة سبع عشرة ومائة وألف