للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال أصبح من عبادى مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب وفي الحديث (ثلاث من امر الجاهلية الطعن في الأنساب والنياحة والأنواء) فالطعن معروف والنياحة البكاء على الميت مع تعديد محاسنه والأنواء جمع نوء المنازل الثماني والعشرون للقمر والعرب كانت تعتقد ان الأمطار والخير كله يجيئ منها وفي حواشى ابن الشيخ في سورة الفرقان الأنواء النجوم التي يسقط واحد منها فى جانب المغرب وقت طلوع الفجر ويطلع رقيبه في جانب المشرق من ساعته والعرب كانت تضيف الأمطار والرياح والحر والبرد الى الساقط منها وقيل الى الطالع منها انتهى وفي القاموس النوء النجم مال للغروب او سقوط النجم في المغرب مع الفجر وطلوع آخر يقابله من ساعته في المشرق انتهى فظهر ان التأثير من الله تعالى في الأشياء فيجيب على المؤمن أن يعتقده منه تعالى لا من الافلاك والنجم والدهر ونحوها وفي هدية المهديين لو صاحت الهامة او طير آخر فقال رجل يموت المريض يكفر ولو خرج الى السفر ورجع فقال ارجع لصياح العقعق كفر عند بعضهم وقيل لا ولو قال عند صياح الطير غله كران مى خواهد شد فقد اختلف المشايخ في كفره وجه الكفر ظاهر لانه ادعى الغيب انتهى والناس يتشاءمون بأصوات بعض الطيور كالهامة والبوم (كما قال الشيخ سعدى)

بلبلا مژده بهار بيار ... خبرى بد ببوم باز كذار

فان يكن هناك اعتقاد التأثير منها فذلك كفر والا فمجرد التشاؤم لا يوجب الكفر خصوصا إذا كان القول بطريق الاستدلال من الأمارات والأليق بحال المؤمن حمل مثل ذلك على التنبيهات الالهية فان لله في كل شيء حكمة لا القطع على المقدورات والجزم فيما لا يبلغ علمه كنهه فان الله يحيى ويميت ويوقظ وينيم بأسباب وبغيرها فَلَوْلا پس چرا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ لولا للتحضيض لاظهار عجزهم وإذا ظرفية والحلقوم مجرى الطعام وفي كشف الاسرار مجرى النفس والبلعوم مجرى الطعام اى فهلا إذا بلغت النفس اى الروح او نفس أحدكم وروحه الحلقوم وتداعت الى الخروج وهو كناية عن غير مذكور وفي الحديث (ان ملك الموت له أعوان يقطعون العروق ويجمعون الروح شيأ فشيا حتى ينتهى بها الى الحلقوم فيتوفاها ملك الموت وَأَنْتُمْ الواو للحال من فاعل بلغت اى والحال أنتم أيها الحاضرون حول صاحبها حِينَئِذٍ آن هنكام تَنْظُرُونَ الى ما هو فيه من الغمرات ولكم تعطف عليه ووفور رغبة في انجائه من المهالك وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ اى الى المحتضر علما وقدرة وتصرفا قال بعضهم عبر عن العلم بالقرب الذي هو أقوى سبب الاطلاع مِنْكُمْ حيث لا تعرفون حاله الا ما تشاهدونه من آثار الشدة من غير أن تقفوا على كنهها وكيفيتها وأسبابها ولا أن تقدروا على دفع أدنى شيء منها ونحن المتولون لتفاصيل أحواله بعلمنا وقدرتنا او بملائكة الموت الذين يقبضون روحه وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ لا تدركون كنه ما يجرى عليه لجهلكم بشؤوننا فقوله لا تبصرون من البصيرة لا من البصر

<<  <  ج: ص:  >  >>