للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خير لك من مد ذهبا تتصدق به على المساكين) فعلى العاقل ان يواظب على الاذكار في الليل والنهار ويتصدق على الفقراء والمساكين بخلوص النية واليقين في كل حين

كرامت جوانمردى ونان دهيست ... مقالات بيهوده طبل تهيست

وجلس الإسكندر يوما مجلسا عاما فلم يسأل فيه حاجة فقال والله ما أعد هذا اليوم من ملكى قيل ولم ايها الملك قال لانه لا توجد لذة الملك الا باسعاف الراغبين واغاثة الملهوفين ومكافأة المحسنين قال السرى السقطي قدس سره في وصف الصوفية أكلهم أكل المرضى ونومهم نوم العرضي ومن تخليهم عن الاملاك ومفارقتهم إياها سموا فقراء فالصوفى ما لم يبذل ماله وروحه في طلب الله فهو صاحب دنيا والدنيا مانعة عن الوصول فعليك بالإيثار وكمال الافتقار الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ الوعد هو الاخبار بما سيكون من جهة المخبر مترتبا على شىء من زمان او غيره يستعمل فى الشر استعماله في الخير قال الله تعالى النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا والمعنى ان الشيطان يخوفكم بالفقر ويقول للرجل امسك مالك فانك إذا تصدقت به افتقرت وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ اى بالخصلة الفحشاء اى ويغريكم على البخل ومنع الصدقات إغراء الآمر المأمور على فعل المأمور به والعرب تسمى البخيل فاحشا وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ اى في الانفاق مَغْفِرَةً لذنوبكم اى مغفرة كائنة مِنْهُ عز وجل وَفَضْلًا كائنا منه تعالى اى خلفا مما أنفقتم زائدا عليه فى الدنيا وثوابا في العقبى وفيه تكذيب للشيطان وَاللَّهُ واسِعٌ قدرة وفضلا فيحقق ما وعدكم به من المغفرة واخلاف ما تنفقونه عَلِيمٌ مبالغ في العلم فيعلم انفاقكم فلا يكاد يضيع اجركم يُؤْتِي الْحِكْمَةَ اى مواعظ القرآن ومعنى ايتائها تبيينها والتوفيق للعلم والعمل بها اى يبينها ويوفق للعمل بها مَنْ يَشاءُ من عباده اى يؤتيها إياه بموجب سعة فضله واحاطة علمه كما آتاكم ما بينه في ضمن الآي من الحكم البالغة التي عليها يدور فلك منافعكم فاغتنموها وسارعوا الى العمل بها. والموصول مفعول أول ليؤتى قدم عليه الثاني للعناية به وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ اى يعط العلم والعمل فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً اى أي خير كثير فانه قد حيز له خير الدارين وَما يَذَّكَّرُ اى وما يتعظ بما اوتى من الحكمة إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ اى العقول الخالصة من شوائب الوهم والركون الى متابعة الهوى. فالمراد منهم الحكماء العلام العمال ولا يتناول كل مكلف وان كان ذا عقل لان من لا يغلب عقله على هواه فلا ينتفع به فكأنه لا عقل له قيل من اعطى علم القرآن ينبغى ان لا يتواضع لاهل الدنيا لاجل دنياهم لان ما أعطيه خير كثير والدنيا متاع قليل ولقوله عليه السلام (القرآن غنى لا غنى بعده) والاشارة أن الشيطان فقير يعد بالفقر ظاهرا فهو يأمر بالفحشاء حقيقة. والفحشاء اسم جامع لكل سوء لان عدته بالفقر تتضمن معانى الفحشاء وهي البخل والحرص واليأس من الحق والشك في مواعيد الحق للخلق بالرزق والخلف للمنفق ومضاعفة الحسنات وسوء الظن بالله وترك التوكل عليه وتكذيب قول الحق ونسيان فضله وكرمه وكفران النعمة والاعراض عن الحق والإقبال على الخلق وانقطاع الرجاء من الله تعالى وتعلق القلب بغيره ومتابعة الشهوات وإيثار الحظوظ الدنيوية وترك العفة والقناعة والتمسك بحب الدنيا وهو رأس كل حطيئة وبزر كل بلية فمن فتح على نفسه باب وسوسته

<<  <  ج: ص:  >  >>