للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعاصي فَصَدَّهُمْ منعهم بسبب ذلك عَنِ السَّبِيلِ اى سبيل الحق والصواب والسبيل من الطريق ما هو معتاد السلوك فَهُمْ بسبب ذلك لا يَهْتَدُونَ اليه أَلَّا يَسْجُدُوا مفعول له للصد على حذف اللام منه اى فسدهم لئلا يسجدوا وهو ذم لهم على ترك السجود فلذا وجب السجود عند تمام هذه الآيات لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الخبأ يقال للمدخر المستور اى يظهر ما هو مخبوء ومخفى فيها كائنا ما كان كالثلج والمطر والنبات والماء ونحوها وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ فى القلوب وَما تُعْلِنُونَ بالالسنة والجوارح وذكر ما تعلنون لتوسيع دائرة العلم للتنبيه على تساويهما بالنسبة الى العلم الإلهي

برو علم يك ذره پوشيده نيست ... كه پنهان و پيدا بنزدش يكيست

اللَّهُ مبتدأ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الجملة خبره رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ خبر بعد خبر وسمى العرش عظيما لانه أعظم ما خلق الله من الاجرام فعظم عرش بلقيس بالنسبة الى عروش أمثالها من الملوك وعظم عرش الله بالنسبة الى السماء والأرض فبين العظمين تفاوت عظيم [چهـ نسبت است سها را بآفتاب درخشان] قال فى المفردات عرش الله تعالى مما لا يعلمه البشر الا بالاسم على الحقيقة واعلم ان ما حكى الله عن الهدهد من قوله (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) الى هاهنا ليس داخلا تحت قوله (أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) وانما هو من العلوم والمعارف التي اقتبسها من سليمان أورده بيانا لما هو عليه وإظهارا لتصلبه فى الدين وكل ذلك لتوجيه قلبه عليه السلام نحو قبول كلامه وصرف عنان عزيمته الى غزوها وتسخير ولايتها وفى الحديث (انها كم عن قتل الهدهد فانه كان دليل سليمان على قرب الماء وبعده وأحب ان يعبد الله فى الأرض حيث يقول وجئتك من سبأ بنبإ يقين انى وجدت امرأة تملكهم) الآيات قيل ان أبا قلابة الحافظ الامام العالم عبد الملك بن محمد الرقاش رأت امه وهى حامل به كأنها ولدت هدهدا فقيل لها ان صدقت رؤياك تلدين ولدا كثير الصلاة فولدت فلما كبر كان يصلى كل يوم اربعمائة ركعة وحدث من حفظه بستين الف حديث مات سنة ست وسبعين ومأتين وهذا اى قوله (رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) محل سجود بالاتفاق كما فى فتح الرحمن وقال الكاشفى [اين سجده هشتم است بقول امام أعظم رحمه الله ونهم بقول امام شافعى رحمه الله ودر فتوحات اين سجده را سجده خفى ميكويد وموضع سجود مختلف فيه است بعضى از قرائت وما تعلنون سجده ميكنند وبعضى پس از تلاوت رب العرش العظيم

سرت بسجده در آر ار هواى حق دارى ... كه سجده شد سبب قرب حضرت بارى

قالَ استئناف بيانى كأنه قيل فما فعل سليمان بعد فراغ الهدهد من كلامه فقيل قال سَنَنْظُرُ فيما اخبرتنا من النظر بمعنى التأمل والسين للتأكيد اى لنعرف بالتجربة البتة وقال الكاشفى [زود باشد كه در نكريم وتأمل كنيم درين كه] أَصَدَقْتَ فيما قلت أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ وفى هذا دلالة على ان خبر الواحد وهو الحديث الذي يرويه الواحد والاثنان فصاعدا ما لم يبلغ حد الشهرة والتواتر لا يوجب العلم فيجب التوقف فيه

<<  <  ج: ص:  >  >>