للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منور قلوب أوليائه بالايمان ومشرق ظواهرهم ومظلم قلوب أعدائه بالكفر ومظهر آثار الظلمة على هياكلهم إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ شيأ من الأشياء او من جملة من له عقل وتمييز علمتم ان الأمر كما قلته واستدللتم بالأثر على المؤثر وفيه تلويح بانهم بمعزل من دائرة العقل متصفون بما رموه عليه السلام به من الجنون فمن كمال ضدية موسى وفرعون وكذا القلب والنفس يعد كل منهما ما يصدر من الآخر من الجنون وقس عليهما العاشق والزاهد فان جنون العشق من واد وجنون الزهد من واد آخر

زد شيخ نارسيده بعشق تو طعنه ام ... ديوانه را ز سرزنش كودكان چهـ باك

قالَ فرعون من غاية تمرده وميلا الى العقوبة كما يفعله الجبابرة وعدولا الى التهديد عن المحاجة بعد الانقطاع وهكذا ديدن المعاند المحجوب وغيظا على نسبة الربوبية الى غيره ولعله كان دهريا اعتقد ان من ملك قطرا وتولى امره بقوة طالعه استحق العبادة من اهله وقال بعضهم كان الملعون مشبها ولذلك قال وما رب العالمين اى أي شىء هو فنوقعه فى الخيال لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ اللام للعهد اى لا جعلنك من الذين عرفت أحوالهم فى سجونى فانه كان يطرحهم فى هوة عميقة حتى يموتوا ولذلك لم يقل لأسجنك قال الكاشفى [هر آينه كردانيدم ترا از زندانيان آورده اند كه سجن فرعون از قتل بدتر بود زيرا كه زندانيانرا در حفره عميق مى انداختند كه در آنجا هيچ نمى ديدند ونمى شنيدند وبيرون نمى آوردند الا مرده] وفيه اشارة الى سجن حب الدنيا فان القلب إذا كان متوجها الى الله وطلبه معرضا عن النفس وشهواتها فلا استيلاء للنفس عليه الا بشبكة حب الجاه والرياسة فانه آخر ما يخرج عن رؤس الصديقين

باشد اهل آخرت را حب جاه ... همچويوسف را در ان شهراه جاه

قالَ موسى أَوَلَوْ جِئْتُكَ [اگر بيايم ترا] بِشَيْءٍ مُبِينٍ يعنى أتفعل بي ذلك ولو جئتك بشىء موضح لصدق دعواى يعنى المعجزة فانها الجامعة بين الدلالة على وجود الصانع وحكمته والدلالة على صدق مدعى نبوته فالواو للحال دخلت عليها همزة الاستفهام للانكار بعد حذف الفعل اى جائيا بشىء مبين وجعلها بعضهم للعطف اى أتفعل بي ذلك لو لم أجئ بشئ مبين ولو جئتك به اى على كل حال من عدم المجيء والمجيء قالَ فرعون فَأْتِ بِهِ [پس بيار آن چيز را] إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فى ان لك بينة موضحة لصدق دعواك وكان فى يد موسى عصا من شجر الآس من الجنة وكان آدم جاء بها من الجنة فلما مات قبضها جبريل ودفعها الى موسى وقت رسالته فقال موسى لفرعون ما هذه التي بيدي قال فرعون هذه عصا فَأَلْقى من يده عَصاهُ والإلقاء طرح الشيء حيث تلقاه وتراه ثم صار فى التعارف اسما لكل طرح فَإِذا هِيَ [پس آنجا عصا پس از افكندن] ثُعْبانٌ مُبِينٌ اى ظاهر الثعبانية وانها شىء يشبه الثعبان صورة بالسحر او بغيره والثعبان أعظم الحيات بالفارسية [اژدها] واشتقاقه من ثعبت الماء فانثعب اى فجرته فانفجر قال الكاشفى [وفرعون از مشاهده او بترسيد ومردمان كه حاضر بودند هزيمت كردند چنانچهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>