بسم الله الرحمن الرحيم- روى- عن ابى بن كعب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال (علموا ارقاءكم سورة يوسف فانه أيما مسلم املاها وعلمها اهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة وان لا يحسد مسلما) كذا فى تفسير التبيان وذلك ان يوسف عليه السلام ابتلى بحسد الاخوان وشدائد البئر والسجن فارسل الله تعالى جبرائيل فسلاه وهون عليه تلك الشدائد بايصاله الى مقام الانس والحضور ثم أعطاه القوة والعزة والسلطنة فآل امره الى الصفاء بعد انواع الجفاء فمن حافظ على تلاوة سورة يوسف وتدبر فى معانيها وصل الى ما وصل يوسف من انواع السرور كما قال ابن عطاء رحمه الله تعالى لا يسمع سورة يوسف محزون الا استراح كما فى تفسير الكواشي نسأل الله الراحة من جميع الحواشي- روى- ان أحبار اليهود قالوا لرؤساء المشركين سلوا محمدا لماذا انتقل آل يعقوب من الشام الى مصر وعن قصة يوسف ففعلوا ذلك فنزلت هذه السورة الر اى انا الله ارى واسمع سؤالهم إياك عن هذه القصة ويقال انا الله ارى صنيع اخوة يوسف ومعاملتهم معه. ويقال انا الله ارى ما يرى الخلق وما لا يرى الخلق. ويقال الر تعديد للحروف على سبيل التحدي فلا محل له من الاعراب او خبر مبتدأ محذوف اى هذه السورة الر اى مسماة بهذا الاسم يقول الفقير أصلحه الله القدير الحروف المقطعة من الاسرار المكتومة التي يحرم افشاؤها لغير أهلها. وقول بعضهم هذه الحروف من المتشابهات القرآنية لا يعلم معانيها الا الله سلوك الى الطريق الا سلم وتسليم للامر الى اهله وليس ببعيد من كرم الله تعالى ان يفيض معانيها على قلوب الكمل لكنهم انما يرمزون بها ويشيرون بغير تصريح بحقائقها صونا للعقول الضعيفة وحفظا للعهد المأخوذ منهم
قدر گوهر چوگوهرى داند ... چهـ نهى در دكان خرده فروش
وعن على رضى الله عنه لو حدثتكم ما سمعتة من فم ابى القاسم لخرجتم من عندى وتقولون ان عليا أكذب الكذابين وافسق الفاسقين كما فى شرح المثنوى: قال حضرت الشيخ العطار قدس سره
دلى پر گوهر اسرار دائم ... ولى اندر زبان مسمار دارم
وقال حضرة مولانا قدس سره
هر كه را اسرار كار آموختند ... مهر كردند ودهانش دوختند
وكون هذه الحروف المبسوطة مما ليس لها وضع لغوى او عرفى معلوم لا ينافى ان يكون لها معان حقيقية فى الحقيقة فان الواضع هو الله تعالى فيحتمل انه وضع لها معانى معلومة لخلص عباده بل الاحتمال مرفوع حيث ان نزول حرف التهجي على أبينا آدم عليه السلام