للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلب وعالم القدس باستيلاء الهيئات النفسانية ورسوخ الظلمانية الجسمانية فيه بحيث ينحجب عن أنوار الربوبية بالكلية والغين بالمعجمة دون الرين وهو الصدأ فان الصدأ حجاب رقيق يزول بالتصفية ونور التجلي لبقاء الايمان معه والرين هو الحجاب الكثيف الحائل بين القلب والايمان ولهذا قالوا الغين هو الاحتجاب عن الشهود مع صحة الاعتقاد والطبع ان يطبع على القلب والأقفال ان يقفل عليه قيل الأقفال أشد من الطبع كما ان الطبع أشد من الرين قال القاشاني فى الآية اى صار صدأ عليها بالرسوخ فيها وكدر جوهرها وغيرها عن طباعها والرين حد من تراكم الذنب ورسوخه تحقق عنده الحجاب وانغلق باب المغفرة نعوذ بالله منه قال أبو سليمان الداراني قدس سره الران والقسوة هماز ماما الغفلة فمن تيقظ وتذكرأ من من القسوة والرين ودوآؤهما إدمان الصيام فان وجد بعد ذلك قسوة فليترك الادام وقال بعض الكبار القلب مرءاة مصقولة كلها وجه فلا تصدأ ابدا وان اطلق عليها الصدأ فى نحو حديث ان القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد وان جلاءها ذكر الله وتلاوة القرآن فليس المراد بذلك الصدأ انه طخاء طلع على وجه القلب ولكنه لما تعلق واشتغل بعلم الأسباب عن العلم بالمسبب كان تعلقه بغير الله صدأ على وجه القلب مانعا من تجلى الحق اليه إذا لحضرة الإلهية متجلية على الدوام لا يتصور فى حقها حجاب عنا فلما لم يقبلها هذا القلب من جهة الخطاب الشرعي المحمود وقبل غيرها عبر عن قبول الغير بالصدأ ولكن والقفل وغير ذلك وقد نبه الله على ذلك فى قوله وقالوا قلوبنا فى اكنة مما تدعونا اليه فهى فى اكنة مما يدعوها الرسول اليه خاصة لا انها فى كن مطلقا فلما تعلقت بغير ماتدى اليه عميت عن ادراك ما دعيت اليه فلم تبصر شيأ فالقلوب أبدا لم تزل مفطورة على الجلاء مقصولة صافية (قال المولى الجامى)

مسكين فقيه ميكند انكار حسن دوست ... با او بگو كه ديده جانرا جلى كند

كَلَّا ردع وزجر عن الكسب الرائن اى الموقع فى الرين إِنَّهُمْ اى المكذبين عَنْ رَبِّهِمْ وهو وقوله يَوْمَئِذٍ اى يوم إذ يقوم الناس لرب العالمين متعلقان بقوله لَمَحْجُوبُونَ فلا يرونه لانهم باكسابهم القبيحة صارت مراءة قلوبهم ذات صدأ وسرت ظلمة الصدأ منها الى قوالبهم فلم يبق محل لنور التجلي بخلاف المؤمنين فانهم يرونه تعالى لانهم باكسابهم الحسنة صارت مرآئى قلوبهم مصقولة صافية وسرى نور الصقالة والصفوة منها الى قوالبهم فصاروا مستعدين لانعكاس نور التجلي فى قلوبهم وقوالبهم وصاروا وجوها من جميع الجهات كوجود الوجه الباقي بل ابصارا بالكلية سئل مالك بن انس رحمه الله عن هذه الآية فقال لما حجب أعداؤه فلم يروه لا بد ان يتجلى لاوليائه حتى يروه يعنى احتج الامام مالك بهذه الآية على مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب والا فلو حجب الكل لم يبق للتخصيص فائدة وكذلك. آنگاه در ميان دوست ودشمن فرق نماند گويى بهشت ميهمانيست

بي ديدن ميزبان چهـ باشد ... چون دشمن ودوست را چهـ باشد

<<  <  ج: ص:  >  >>