للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خبر آخر اى صادرا من دون الله لانه لا يتكلم بمثله الا الله وَلكِنْ كان تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ اى مصدقا لما تقدمه من الكتب الالهية بسبب كون مضمونه مطابقا لمضمون تلك الكتب فيما أخبر به من اصول الدين وقصص الأولين ظهر فى يد من لم يمارس شيأ من العلوم ويجالس علماء تلك الكتب فاذا كان ما جاء به مطابقا لها يعلم انه ليس افتراء بل من الله تعالى وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ من كتب بمعنى فرض وقدر وحكم اى وتفصيل ما حقق واثبت من الحقائق والشرائع وفى التأويلات النجمية اى تفصيل الجملة التي هى المقدر المكتوبة فى الكتاب الذي عنده لا يتطرق اليه المحو والإثبات لانه ازلى أبدى كما قال يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ يعنى فى اللوح المحفوظ وهو مخلوق قابل التغير وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ يعنى الأصل الذي لا يقبل التغير وهو علمه القائم بذاته القديم لا رَيْبَ فِيهِ خبر ثالث داخل فى حكم الاستدراك اى منتفيا عنه الريب. يعنى [از ظهور حجت ووضوح دلالت بمثابه ايست كه هر كه درو ادنى تأملى كند زريب باز استد وداند كه بشبه در ومجال نيست] مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ خبر آخر تقديره كائنا من رب العالمين فهو وحي نازل على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من عنده تعالى أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ أم منقطعة مقدرة ببل والهمزة. والمعنى بل أيقولون كفار مكة افتراه محمد والهمزة لانكار الواقع واستبعاده وجوز الزمخشري ان تكون للتقرير لالزام الحجة قُلْ لهم ان كان الأمر كما تقولون فَأْتُوا أنتم على وجه الافتراء والأمر من باب التعجيز والقام الحجر بِسُورَةٍ مِثْلِهِ فى البلاغة وحسن النظم وقوة المعنى فانكم مثلى فى العربية والفصاحة وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ دعاءه والاستعانة به ليعاونكم على إتيان مثله ان لم يف عقل الواحد والاثنين منكم فى استخراج ما يعارض القرآن مِنْ دُونِ اللَّهِ متعلق بادعوا ودون جار مجرى اداة الاستثناء اى ادعوا متجاوزين الله اى سواه تعالى من استطعتم من خلقه فانه لا يقدر عليه أحد إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى انى افتريته فان ما افتراه أحد من المخلوقين يفتريه غيره لانه فوق كل ذى علم عليم فاذا عرفتم عجزكم حال الاجتماع وحال الانفراد عن هذه المعارضة فحينئذ يظهر ان نظمه وتنزيله ليس الا من قبل الله تعالى واعلم ان اعجاز القرآن اى جعله الغير عاجزا كونه فى غاية البلاغة ونهاية الفصاحة بحيث يصرف الناس عن قدرة معارضته لاعن نفس المعارضة مع القدرة بان عقد الله لسان البيان من بلغاء الزمان لطفا منه بنبيه وفضلا عليه كما توهمه البعض كذا فى تفسير الفاتحة للمولى الفنارى بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ اى سارعوا الى تكذيب القرآن قبل فهمه فان تكذيب الكلام قبل الإحاطة بمعانيه مسارعة اليه فى أول وهلة ومعنى الاضطراب فى بل ذمهم على التقليد وترك النظر كأنه قيل دع تحديهم وإلزامهم فانهم لا يستأهلون الخطاب لانهم مقلدون متهافتون فى الأمر لا عن خبر وتعقل ولو كان لهم وقوف على ما فى تضاعيف القرآن من شواهد الاعجاز لعلموا انه ليس مما يمكن ان يكون له نظير يقدر عليه المخلوق وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ عطف على الصلة او حال من الموصول اى لم يجئهم ما يأول اليه امره. والمعنى ان القرآن معجز من جهة النظم والمعنى ومن جهة الاخبار بالغيب وهم قد فاجأوا تكذيبه قبل ان يتدبروا نظمه

<<  <  ج: ص:  >  >>