للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدا منعه وصرفه كأصده كما قال فى التاج الصد بگردانيد والصد والصدود بكشتن وَقالُوا اى قومك آلِهَتُنا خَيْرٌ اى عندك فان آلهتهم خير عندهم من عيسى أَمْ هُوَ اى عيسى اى ظاهر أن عيسى خير من آلهتنا فحيث كان هو فى النار فلا بأس بكوننا مع آلهتنا فيها (روى) ان الله تعالى انزل قوله تعالى جوابا ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يدل على ان قوله وما يعبدون من دون الله خاص بالأصنام وروى انه عليه السلام رد على بن الزبعرى بقوله ما أجهلك بلغة قومك اما فهمت ان ما لما لا يعقل فيكون ان الذين سبقت إلخ لدفع احتمال المجاز لا لتخصيص العام المتأخر عن الخطاب وفى هذا الحديث تصريح بأن ما موضوع لغير العقلاء لا كما يقول جمهور العلماء انه موضوع على العموم للعقلاء وغيرهم كما فى بحر العلوم وقد بين عليه السلام ايضا بقوله بل هم عبدوا الشياطين التي امرتهم بذلك ان الملائكة والمسيح وعزيرا بمعزل عن ان يكونوا معبوديهم كما نطق به قوله تعالى سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن وانما أظهروا الفرح ورفع الأصوات من أول الأمر لمحض وقاحتهم وتهالكهم على المكابرة والعناد كما ينطق به قوله تعالى ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا الجدل قتل الخصم عن قصده لطلب صحة قوله وابطال غيره وهو مأمور به على وجه الانصاف واظهار الحق بالاتفاق وانتصاب جدلا على انه مفعول له للضرب اى ما ضربوا لك ذلك المثل الا لاجل الجدال والخصام لا لطلب الحق حتى يذعنوا له عند ظهوره ببيانك قال بعض الكبار إن قال عليه السلام آلهتكم خير من عيسى فقد أقر بأنها معبودة وان قال عيسى خير من آلهتكم فقد أقر بأن عيسى يصلح لان يعبد وان قال ليس واحد منهم خيرا فقد نفى عيسى فراموا بهذا السؤال ان يجادلوه ولم يسألوه للاستفادة فبين الله ان جدالهم ليس لفائدة انما هو لخصومة نفس الإنسان فقال بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ اى لد شداد الخصومة بالباطل مجبولون على اللجاج والخلاف كما قال الله تعالى وكان الإنسان اكثر شىء جدلا وذلك لانهم قد علموا ان المراد من قوله وما يعبدون من دون الله هؤلاء الأصنام بشهادة المقام لكن ابن الزبعرى لما رأى الكلام محتملا للعموم بحسب الظاهر وجد مجالا للخصومة وفى الحديث ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا أتوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك الآية إِنْ هُوَ اى ما هو اى ابن مريم وهو عيسى إِلَّا عَبْدٌ مربوب أَنْعَمْنا عَلَيْهِ بفضلنا عليه بالنبوة او بخلقه بلا اب او بقمع شهوته لا ابن الله والعبد لا يكون مولى وآلها كالاصنام وقال يحيى ابن معاذ رحمه الله أنعمنا عليه بأن جعلنا ظاهره اماما للمريدين وباطنه نور القلوب العارفين وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ اى امرا عجيبا حقيقا بأن يسير ذكره كالامثال السائرة قال بعض الكبار عبرة يعتبرون به بأن يسارعوا فى عبوديتنا طمعا فى إنعامنا عليهم وكل عبد منعم عليه اما نبى او ولى وَلَوْ نَشاءُ لو للمضى وان دخل على المضارع ولذا لا يجزمه ويتضمن لو معنى الشرط اى قدرنا بحيث لو نشاء لَجَعَلْنا اولدنا اى لخلقنا بطريق التوالد مِنْكُمْ وأنتم رجال من الانس ليس من شأنكم الولادة كما ولد حواء من آدم وعيسى من غير أب وان لم تجر العادة مَلائِكَةً

<<  <  ج: ص:  >  >>