الإنسان فآكله فأجد فيه طعم كل نعيم فى دار الدنيا فيذهب عنى الجوع والعطش والحر والبرد والنوم والنعاس والفترة والوحشة فقال سليمان أتقف معنا أم نردك الى موضعك فقال ردنى يا نبى الله فقال رده يا آصف فرده ثم التقت فقال انظروا كيف استجاب الله دعاء الوالدين فأحذركم عقوق الوالدين رحمكم الله قال الامام السخاوي عن ابن عمر رضى الله عنه رفعه انى سألت الله ان لا يقبل دعاء حبيب على حبيبه ولكن قد صح ان دعاء الوالد على ولده لا يرد فيجمع بينهما وجاء رجل الى النبي عليه السلام ليستشيره فى الغزو فقال ألك والدة قال نعم قال فالزمها فان الجنة تحت قدميها
جنت كه سراى مادرانست ... زير قدمات مادرانست
روزى بكن اى خداى ما را ... چيزى كه رضاى مادرانست
ومنه الاعانة والتوفيق للخدمة المرضية بالنفوس الطبية الراضية وَالَّذِي مبتدأ خبره قوله أولئك لان المراد به اى بالموصول الجنس قالَ لِوالِدَيْهِ عند دعوتهما له الى الايمان ويدخل فيه كل عبد سوء عاق لوالديه فاجر لربه أُفٍّ لَكُما كراهيت وننك مر شما را وهو صوت يصدر عن المرء عند تضجره وكراهيته واللام لبيان المؤفف له كما فى هيث لك اى هذا التأفيف لكما خاصة وقال الراغب اصل الأف كل مستقذر من وسخ وقلامة ظفر وما يجرى مجراهما ويقال ذلك لكل مستخف به استقذارا له أَتَعِدانِنِي آيا وعد مى دهيد مرا أَنْ أُخْرَجَ ابعث من القبر بعد الموت وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي اى وقد خلت امة بعد امة من قبلى ولم يبعث منهم أحد ولم يرجع والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد والخلو المضي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ ويسألانه ان يغيثه ويوفقه للايمان وَيْلَكَ اى قائلين له ويلك ومعناه بالفارسية واى بر تو وهو فى الأصل دعاء عليه بالهلاك أريد به الحث والتحريض على الايمان لا حقيقة الهلاك وانتصابه على المصدر بفعل مقدر بمعناه لامن لفظه وهو من المصادر التي لم تستعمل افعالها وقيل هو مفعول به اى ألزمك الله ويلك آمِنْ اى صدق بالبعث والإخراج من الأرض إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ اى موعوده وهو البعث اضافه اليه تحقيقا للحق وتنبيها على خطاه فى اسناد الوعد إليهما حَقٌّ كائن لا محالة لان الخلف فى الوعد نقص يجب تنزيه الله عنه فَيَقُولُ مكذبا لهما ما هذا الذي تسميانه وعد الله إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أباطيلهم التي يسطرونها فى الكبب من غير ان يكون لها حقيقة كأحاديث رستم وبهرام وإسفنديار أُولئِكَ القائلون هذه المقالات الباطلة الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ وهو قوله تعالى لابليس لاملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين كما ينبىء عنه قوله تعالى فِي أُمَمٍ حال من اغجرور فى عداد أمم قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ بيان للامم إِنَّهُمْ جميعا اى هم والأمم كانُوا خاسِرِينَ قد ضيعوا فطرتهم الاصلية الجارية مجرى رؤس أموالهم باتباع الشيطان والجملة تعليل للحكم بطريق الاستئناف التحقيقى وَلِكُلٍّ من الفريقين المذكورين دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا مراتب من اجزية ما عملوا من الخير والشر فمن نعت للدرجات ويجوز ان تكون بيانية وما موصولة او من أجل أعمالهم فما مصدرية ومن متعلق بقوله لكل والدرجات عالية فى مراتب المثوبة وإيرادها هنا بطريق التغليب وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وليعطيهم اجزية أعمالهم وافية تامة من وفاه حقه إذا أعطاه إياه وافيا تاما وَهُمْ