من الأخلاق الذميمة النفسانية والصفات البهيمية الحيوانية وانزل من سماء الأرواح ماء مشاهدات أنوار الجمال فسالت اودية القلوب بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا من انانية الروحانية وانزل من سماء الجبروت ماء تجلى صفة الالوهية فسالت اودية الاسرار بقدرها فاحتمل السيل زبد الوجود المجازى: قال فى المثنوى
چون تجلى كرد أوصاف قديم ... پس بسوزد وصف حادث را كليم
لِلَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمُ خبر مقدم لقوله الْحُسْنى اى للمؤمنين الذين أجابوا فى الدنيا الى ما دعا الله اليه من التوحيد والطاعة المثوبة الحسين فى الآخرة وهى الجنة وسميت بذلك لانها فى نهاية الحسن لكونها من آثار الجمال الصفاتى واما الأحسن فهو الله تعالى وحسنه الأزلي من ذاته لا من غيره فقد علم من هذا ان الداعي الى الحسنى هو الله تعالى والمجيب الى تلك الدعوة الالهية هو المؤمنون والجنة ونعيمها هى الضيافة العظمى وقد ورد (اللهم انى اسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل) قال بعض الكبار من أحب رؤية الله أحب الجنة لانها محلها يقول الفقير فيه تصريح بان الجنة محل الرؤية لا محل الله تعالى حتى يلزم اثبات المكان له ولا يلزم من كونها محل الرؤية كونها محله تعالى لان التقيد بالمكان حال الرائي لا حال المرئي والدنيا والآخرة سواء بالنسبة الى الرائي كما انهما سيان بالنسبة الى المرئي إذ لو رؤى فى الدنيا بحسب ارتفاع الموانع لكان لا يضر إطلاقه وتنزهه وكذا لو رؤى فى الجنة وقد ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه فى الدنيا فجعلت الدنيا ظرفا لرؤيته مع ان الله تعالى على تنزهه الأزلي وإذا عرفت هذا عرفت ضعف قول الفقهاء لو قال ارى الله فى الجنة يكفر لانه يزعم ان الله تعالى فى الجنة والحق ان يقال نرى الله فى الجنة انتهى قولهم
مجرد پابيش ز اطلاق وتقييد ... اگر جلباب هستى را كنى شق
وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ وهم الكافرون بالله الخارجون عن الطاعة وهو مبتدأ خبره قوله لَوْ أَنَّ لَهُمْ [اگر باشد مر ايشانرا] ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً من نقودها وأمتعتها وضياعها وَمِثْلَهُ مَعَهُ وضعفه معه [يعنى آن قدر كه نقود واقمشه دينى هست با آن اضافت كنند وهمه در تصرف كافران باشد روز قيامت] لَافْتَدَوْا بِهِ جعلوه فداء أنفسهم من العذاب ولو فادوا به لا يقبل منهم يقول الفقير سر هذا انهم بسبب الدنيا غفلوا عن الله تعالى وحين الانتباه بالموت والبعث صغر فى أعينهم الدنيا وما فيها فلو قدروا لبذلوا الكل وأخذوا الله تعالى بدلا منه فقد قصروا فى وقت القبول وتمنوا ما تمنوا حين لا درهم ولا دينار
مده براحت فانى حيات باقى را ... بمحنت دو سه روز از غم ابد بگريز
أُولئِكَ [آن گروه] لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ هو المناقشة بان يحاسب الرجل بذنبه ولا يغفر منه شىء وعن عائشة رضى الله عنها ان رسول الله عليه السلام قال (ليس أحد يحاسب يوم القيامة الا هلك) قلت أوليس يقول الله فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً فقال انما ذلك العرض ولكن من نوقش فى الحساب يهلك والمناقشة الاستقصاء فى الحساب بحيث لا يترك