للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اى مجموع وقوله لَدَيْنا اى عندنا متعلق بقوله مُحْضَرُونَ للفصل والحساب وفيه من تهوين امر البعث والحشر والإيذان باستغنائهما عن الأسباب ما لا يخفى كما هو عسير على الخلق يسير على الله تعالى لعدم احتياجه الى مزاولة الأسباب ومعالجة الآلات كالخلق وانما امره إذا أراد شيأ ان يقول له كن فيكون وفى الآية اشارة الى الحشر المعنوي الحاصل لاهل السلوك فى الدنيا وذلك ان العالم الكبير صورة الإنسان وتفصيله فكما انه تتلاشى اجزاؤه وقت قيام الساعة بالنفخ الاول ثم تجتمع بالنفخ الثاني فيحصل الوجود بعد العدم كذلك الإنسان العاشق يتفرق انياته ويتقطع تعيناته وقت حصوله العشق بالجذبة القوية الالهية ثم يظهر ظهورا آخر فيحصل البقاء بعد الفناء فاذا وصل الى هذه المرتبة يكون هو اسرافيل وقته كما جاء فى المثنوى

هين كه اسرافيل وقتند أوليا ... مرده را ز ايشان حياتست ونما

جان هر يك مرده از كور تن ... بر جهد ز آوازشان اندر كفن

فالرقاد هو غفلة الروح فى جدث البدن ولا يبعثه فى الحقيقة غير فضل الله تعالى وكرمه ولا يفنيه عنه الا تجلى من جلاله والأنبياء والأولياء عليهم السلام وسائط بين الله تعالى وبين ارباب الاستعداد فمن ليس له قابلية الحياة لا ينفعه النفخ

همه فيلسوفان يونان وروم ... ندانند كرد انكبين از زقوم

ز وحشي نيايد كه مردم شود ... بسعى اندر وتربيت كم شود

بكوشش نرويد كل از شاخ بيد ... نه زنكى بگرمابه كردد سفيد

نسأل الله المحسان كثير الإحسان فَالْيَوْمَ اى فيقال للكفار حين يرون العذاب المعد لهم اليوم اى يوم القيامة وهو منصوب بقوله لا تُظْلَمُ نَفْسٌ من النفوس برة كانت او فاجرة والنفس الذات والروح ايضا شَيْئاً نصب على المصدرية اى شيأ من الظلم بنقص الثواب وزيادة العقاب وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى الاجزاء ما كنتم تعملونه فى الدنيا على الاستمرار من الكفر والمعاصي والأوزار ايها الكفار على حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه للتنبيه على قوة التلازم والارتباط بينهما كأنهما شىء واحد او الا بما كنتم تعملونه اى بمقابلة او بسببه فقوله لا تُظْلَمُ نَفْسٌ ليأمن المؤمن وقوله وَلا تُجْزَوْنَ إلخ لييأس الكافر فان قلت ما الفائدة فى إيثار طريق الخطاب عند الاشارة الى يأس المجرم والعدول عن الخطاب عند الاشارة الى أمان المؤمن فالجواب ان قوله (لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً) يفيد العموم وهو المقصود فى هذا المقام فانه تعالى لا يظلم أحدا مؤمنا كان او مجرما واما قوله (لا تُجْزَوْنَ) فانه يختص بالكافر فانه تعالى يجزى المؤمن بما لم يعمله من جهة الوراثة وجهة الاختصاص الإلهي فانه تعالى يختص برحمته من يشاء من المؤمنين بعد جزاء أعمالهم فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله أضعافا مضاعفة

فضل او بى نهايت و پايان ... لطف او از تصورت بيرون

فيض او هم سعد آرا مبذول ... اجر او ميشده غير ممنون

إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ إلخ من جملة ما سيقال لهم يومئذ زياده لحسرتهم وندامتهم فان الاخبار

<<  <  ج: ص:  >  >>